لا يمكن لأي متتبع للحراك الا ان يلاحظ انه غير قادر على التوافق بين اطرافه على واحدة من عدة اوراق عمل قابلة للتطبيق يفاوض عليها على طريقة خذ وطالب، متجاهلاً أن مضيه في طلب امتثال "الفاسدين" للمطالب المتناقضة التي تهتف بها حناجر اطرافه، لن ينتج سوى الانهيار. فإذا كان بعض من الحراك قد بات جزءاً عضوياً من قوى سياسية ذات اجندات خاصة، فإن اهل الحراك "الاصليين" ينتمون الى مراوح متنوعة تصل في تفاوتها بين مختلف فئات اليمين (بعض منها لا يخجل بعلاقة تبعية مع "الغرب" ويطالب بالخصخصة لكل مرافق الدولة).. وبين مختلف فئات اليسار (وبعضها ما زال غارقاً في دهاليز النظريات القديمة العصية على التطبيق، ويطالب بتأميم كل مرافق القطاع الخاص، بما فيها المصارف التجارية).