
ماذا فعل النازيون الألمان والفاشيون الطليان خلال غزوهم لأوروبا وأنحاء مختلفة من العالم في أربعينيات القرن الماضي ولم يفعله الفاشيون الصهاينة في حرب إبادتهم المفتوحة على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى الآن؟
ماذا فعل النازيون الألمان والفاشيون الطليان خلال غزوهم لأوروبا وأنحاء مختلفة من العالم في أربعينيات القرن الماضي ولم يفعله الفاشيون الصهاينة في حرب إبادتهم المفتوحة على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى الآن؟
هل عادت الولايات المتحدة إلى المبدأ الخطير الذي سبق أن طرحه وزير خارجيتها الراحل، هنري كيسينجر، وهو أن "بإمكان أميركا أن تكسب أي حرب نووية محدودة"؟ وهل تهدف من وراء "النبش" هذا إلى تدمير روسيا بـ"أيدٍ نووية أوكرانية" والتضحية بالحليف الأوكراني في الوقت نفسه؟!
بصرف النظر عن الثمن المعنوي والإحراج الكبير الذي واجهه الكرملين، بسبب التوغل الأوكراني الذي بدأ في منطقة كورسك الروسية في 6 آب/أغسطس الجاري، يبقى مقياس نجاح هذه المخاطرة "النابوليونية" التي أقدم عليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مرتبطاً إلى حد كبير بإحداث تحولات على خطوط الجبهة في منطقتي خاركيف ودونيتسك.
منذ مناظرته المتعثرة في مواجهة الرئيس السابق مرشح الجمهوريين دونالد ترامب، في 27 حزيران/يونيو الماضي، يكافح الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل بقائه السياسي في ظل تصاعد موجة الديموقراطيين والمتبرعين المطالبين بانسحابه من السباق الرئاسي قبل فوات الأوان.
تصعيدٌ يُقابله تصعيد. تلك سمة الحرب الروسية-الأوكرانية التي تمر بعامها الثالث. اتفاق أمني أميركي-أوكراني يضع رجلاً لكييف في حلف شمال الأطلسي، يدفع روسيا وكوبا إلى التذكير بأزمة 1962 وإيحاءاتها النووية. تعاون عسكري بين اليابان وأوكرانيا يستعجل قدوم فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية التي لا تكلّ عن اجراء تجاربها الصاروخية، غير بعيد عن أجواء طوكيو، التي تنبعث نزعتها العسكرية بعد عقود من الرقاد.
تتسارع التطورات على الجبهة الروسية - الأوكرانية، مع اصرار الكرملين على انجاز ما يسميه "كامل المخطط المرسوم منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في 24 شباط/ فبراير عام 2022"، والهادفة إلى إقامة منطقة عازلة بعمق نحو 300 كيلومتر، وبالتالي فصل الشرق عن الغرب وجعل أوكرانيا الواقعة تحت وصاية حلف شمال الأطلسي (الناتو) بلا منفذ بحري.
تتسارع الأحداث المرتبطة بتداعيات عملية "طوفان الأقصى" في سباق واضح بين العمل على إيقاف خسائر استمرار الحرب على النظام الغربي واستمرار التعويل على تحقيق إنجاز عسكري واضح يتيح للكيان الصهيوني ومعه النظام الغربي الإعلان عن انتصار ما قبل إيقاف إطلاق النار، وهذا الأمر قد يأخذ أشهراً عدة، وربما أكثر، وقد يحصل بشكل مفاجئ خلال ساعات أو أيام تبعاً لقدرة الحسم بين تيارين بدآ بالبروز داخل النظام الغربي في إثر بدء الاعتراف بدولة فلسطين.
تتفاقم الأمور في روسيا والعديد من دول العالم ضد ما يسمى الآن "دور اليهود في العالم"، ليحل هذا التعبير مكان نظرية المؤامرة الخاصة بمسألتي بروتوكولات حكماء صهيون (التي نشرت مخطوطتها في روسيا أيضاً في أوائل القرن العشرين) والسامية اليهودية.
نستخدم مقولة "كمن يُطلق الرصاص على قدميه" لوصف قرار أحمق تكون تبعاته أليمة على صاحبه. قرار الغرب بفتح صراع عسكري مع روسيا وآخر إقتصادي مع الصين وسياسة العقوبات "المؤلمة" عليهما.. كُلّها لم توصل إلى النتائج المرجوّة. على العكس، فمع انتقال المبادرة إلى روسيا في أوكرانيا وصمود إقتصاد الصين، يبدو أنّ الغرب يرتشف كأس السمّ الذي أعدّه لهما.
أعلنت مؤخراً أربعة أحزاب مولدافية معارضة من قلب العاصمة الروسية وبالقرب من أسوار الكرملين عن تشكيل ائتلاف (Pobeda) أي "النصر" باللغة الروسية بزعامة إيلان شور المحكوم عليه جنائياً في مولدافيا التي غادرها عام 2014 إلى إسرائيل لينتقل منها إلى موسكو مؤخراً.