
من يفترض أنَّ فكرة لبنان بمعناه الكياني وبأبعاده القيمية هي في طور الزوال، مخطئ حتماً. لماذا؟
من يفترض أنَّ فكرة لبنان بمعناه الكياني وبأبعاده القيمية هي في طور الزوال، مخطئ حتماً. لماذا؟
في غرفتها في المستشفى، وبعد خروجها من عمليّة جراحيّة في المفاصل، تقول أمّي بكلّ ثقة لطبيبها الذي جاءها متفقِّداً بعد العمليّة، إنّ "أحدهم" نبّهها إلى ضرورة أن تتناول "الدواء كذا"! وتستفيض أمّي بالكلام، وهي تشرح للطبيب عن فوائد "ذاك الدواء". بخاصّة، لمَن خضع، مثلها، "لجراحةٍ دقيقة في العظم".
"الناس الواقفين على باب أفران شمسين بجيبوا حاصليْن إنتخابيّيْن على أقلّ تقدير". كان هذا، أحد التعليقات على السوشيل ميديا عقب إعلان النتائج الرسميّة للانتخابات التشريعيّة، مطلع هذا الأسبوع. التعليق كان يريد الإشارة إلى عودة الزحمة الخانقة على أبواب أفران الخبز في لبنان.
غداً، هل سيكون يوماً آخر، أم اليوم الأخير؟ هل كتبتَ وصيتكَ؟ لم يعد لديك وقت. ثقْ بحزنك وجوعك. وراءك ظلم وأمامك ظلام. انتهى وقت الانتظار. لقد تغيرت كثيراً. تغيرنا أكثر. هل تعرف وجهك الآن؟ إنه لا يشبهكَ ابداً. كان لعينيك أفق ما. لقد فقأوا عينيك. أمامك الهاوية وهي بانتظارك.
طبقةُ السّلطةِ الظّالمة والمُفسدة لا تتعب من الاصطناع، اصطناعِ الواقع والحقيقة، منذ القدَم وفي كلّ الثّقافات. إنّه من وسائل استكبارها وطغيانها المفضّلة.
بالنظر الى النصف الممتلئ من الكوب، قد نرى أن شبح الديكتاتورية لم يطل لبنان. ولكن بالنظر الى النصف الفارغ من الكوب، نرى أن لعنة لبنان هي الطائفية.
يسلّط الاعلام اللبناني، في الآونة الأخيرة، وخصوصا مع انتشار فيروس كورونا، الضوء على مسائل علمية وتقنية. وكأن الفيروس ومخاطره وتداعياته الصحيّة والاقتصادية والاجتماعية، نبّه المؤسسات الاعلامية إلى وجود "علوم" في حياتنا، وعلى ان هناك "علمييّن" يجرون أبحاثا في مختبراتهم، ويفكرون، ويطرحون حلولا وعلاجات للمشاكل والتحديات التي تواجهنا.
عندما أطلقنا، قبل خمس سنوات، في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية اختصاص ماستر(2) في "الصحافة البيئية والصحّية"، واجهَنا سؤالٌ عويصٌ: مَن هو الصحافي المؤهّل الذي يمكننا الركون إلى مهاراته، لتدريب طلابنا على آليات إعداد وتنفيذ المواد الإعلامية المقرّرة لهذا المسار الأكاديمي غير المسبوق في جامعات لبنان (والعالم العربي)؟ فإعلامنا اللبناني لا يستطيع أن يلبّي مطلبنا، بعدما نأى بنفسه، ومنذ عقود طويلة، عن كلّ ما له صلة بالصحافة والإعلام المتخصّصيْن في الشؤون والقضايا والمواضيع الاجتماعية (إقتصاد، بيئة، صحّة، تربية،...). لينصبّ كلّ اهتمامه على السياسة بوصفها، بالمفهوم الإعلامي اللبناني، المجال الوحيد الذي يستحقّ الجهد والمال والاهتمام. هبطت الكورونا علينا كقنبلة عنقودية، فأيقظ صوتُ ارتطامها بالأراضي اللبنانية إعلامَنا من سباته، وبدأ يتمتم فزِعاً : ماذا سنفعل؟