التطبيع Archives - Page 4 of 12 - 180Post

IMG_4230.jpeg

تتعدى المسألة معالجة تداعيات محرقة الهولوكوست وما ارتكبه الغرب بحق اليهود على مر قرون طويلة. وُضع المشروع الصهيوني على الطاولة منذ القرن التاسع عشر. هناك عاملان مباشران وراء إنشاء الكيان المُسمى "إسرائيل". الأول، المجازر التي ارتكبها النظام النازي في ألمانيا بحق اليهود. الثاني، إنشاء قاعدة عسكرية وسياسية متقدمة للغرب في الشرق الأوسط إسمها "إسرائيل".

jerc-caricature-netanyahu-un-bonbon-ou-un-sort-st-2023-10-31.jpg

في الأيام الأولى لحرب تموز/يوليو 2006، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية حينذاك كوندوليزا رايس كلمتها الشهيرة: "الشرق الأوسط الجديد سيُولد من مخاض الحرب الإسرائيلية اللبنانية"، وكأنها كانت تريد القول إن الجسر العسكري الجوي الذي أقامته بلادها لمد إسرائيل بأحدث القنابل المُدمّرة سيُمكنها من القضاء علی حزب الله.. فيكون ذلك هو مقدمة ولادة الشرق الاوسط الجديد وفق المقاس الأمريكي الإسرائيلي. 

صلاة.jpg

شهدت عمان في اليومين الماضيين سلسلة اجتماعات أولها اجتماع وزراء خارجية كل من الأردن والإمارات والسعودية وقطر ومصر والسلطة الفلسطينية ومن ثم اجتماعهم بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن. لكن استقبال الملك عبد الله الثاني للمشاركين في الإجتماع الوزاري العربي طغى على ما عداه، لما تضمنه من رسائل تطرح أسئلة، أولها: هل فعلًا ثمة موقف عربي موحد حيال ما يجري في غزة؟

231015-Gaza-2.jpg

بعد ساعاتٍ قليلة من عمليّة "طوفان الأقصى"، كان لافتاً للإنتباه أن تَحشِد الدول "الغربيّة" جهودها الدبلوماسيّة والإعلاميّة وصولاً إلى العسكريّة وراء القيادة الإسرائيليّة. وكأنّها هي أيضاً ذاهبة مجتمعة إلى حربٍ بحجم الحرب في أوكرانيا. لكن غزّة ليست روسيا.. و"حماس" ليست إلا تنظيماً سياسيّاً في سجنٍ كبير.

حلمي.jpg
منى فرحمنى فرح09/10/2023

إذا قررت إسرائيل المضي في حرب مفتوحة ضد غزة، واجتاحت القطاع تكون كمن "يصب الزيت على النار". فإستعادة "الردع" بعد "طوفان الأقصى" يتطلب منها أولاً الإستعداد لتكبد خسائر في الأرواح بما يكفي لجعل "حماس" وأمثالها يخافون منها. كما سيضعها في مستنقع من التحديات الجسيمة لا تبدأ بإدارة أمور مليوني فلسطيني معادي لها، ولن تتوقف عند انتفاضة ثالثة مرتقبة في الضفة العربية، وقد لا تنتهي بإرباك دبلوماسي يعيق مشاريع التطبيع، لا سيما مع وجود عشرات، وربما مئات الرهائن الإسرائيليين، بحسب "فورين أفيرز".