غريبٌ عجيبٌ أمرُ لبنان، البلد الصغير مساحة والكبير سياسة. بقدرة قادر ووسط كل هذه الفوضى المحلية والإقليمية والدولية، أبصرت حكومة نجيب ميقاتي الثالثة النور.. وهذا هو الأساس. نعم صار للبنان وللبنانيين حكومةٌ.
غريبٌ عجيبٌ أمرُ لبنان، البلد الصغير مساحة والكبير سياسة. بقدرة قادر ووسط كل هذه الفوضى المحلية والإقليمية والدولية، أبصرت حكومة نجيب ميقاتي الثالثة النور.. وهذا هو الأساس. نعم صار للبنان وللبنانيين حكومةٌ.
مقترح قانون "قصّ شعر" قديم جديد قد يُساعد في حل ّجزء كبير من الأزمة الإقتصادية في لبنان تحت عنوان: إن_جزّ صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان.
وأخيراً بعد خمسة وأربعين يوماً، وأربعة عشر لقاءً بين الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس اللبناني ميشال عون، تمكنت كاسحات الألغام الدولية والإقليمية من إزالة العوائق امام تشكيل حكومة منتظرة منذ أكثر من سنة، سرعان ما حظيت بترحيب دولي وعربي ولا سيما أميركي وفرنسي ومصري.
يمكن الاشارة الى ملاحظتين بديهيتين للإستنتاج ان السعودية لن تقدم اي مساعدات مالية او اقتصادية للبنان بعد تشكيل حكومته الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي. ما هما؟
أما وأن حكومة نجيب ميقاتي الثالثة قد أبصرت النور، فإن المعنى الأكبر لهذه الولادة الحكومية، بعد طول مخاض وإنفجار وإنهيار، أن لبنان ما زال ساحة لا يمكن أن يصادرها لاعب محلي أو إقليمي أو دولي وحده، وإذا عُقدت التسويات الكبرى في الإقليم كان أول المستفيدين وإذا إحتدم الإشتباك بين اللاعبين الكبار "بيروح البلد فرق عملة" على حد تعبير أحد القادة السياسيين.
درجت أقلام ومحابر وحناجر مستشارين، محسوبة على بعض أهل السياسة في لبنان، على اتهام الشعب اللبناني بالفساد، وراحت هذه الأصوات المكتوبة او المنطوقة، تكيل أسباب الإنهيارات الأخلاقية والسياسية والإقتصادية إلى عامة اللبنانيين، بإعتبارهم مقيمين على ثقافة الفساد بأشكالها كافة، الأمر الذي أدى إلى وقوعهم في حفائر حفروها، فوقعوا في التهلكة العظيمة: فقرا وعوزا ومذلة.
هذه هي المرة الاولى منذ تشرين الأول/أكتوبر 2016، التي يخوض فيها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف غمار تأليف حكومة جديدة بروحية التوافق إنسجاماً مع مقتضيات الدستور من جهة وإستثنائية اللحظة اللبنانية من جهة ثانية.
صارت الكتابة مهمة شاقة. جرى ترويضنا. أصبحنا نشعر بعجزنا عن التأثير. صرنا جزءاً من الأمر الواقع. مجرد شهود على جريمة متمادية. نصرخ ونكتب. نكتب ونصرخ. ندور في حلقة مفرغة. نراهن على ماذا؟ على العدم.
لم يأتِ خطاب الذكرى الـ 15 لحرب تموز/يوليو 2006، إلا إنعكاساً للواقع اللبناني الصعب، وبالمقابل، تضمن رسالة تحذير واضحة المعالم إلى إسرائيل بأن هذا الإستعصاء اللبناني لن يغير حرفاً واحداً من حروف توازنات الردع وقواعد الإشتباك التي أرسيت طوال 15 عاماً.
أقر مؤتمر باريس الذي عقد قبل أيام 370 مليون دولار لدعم لبنان لفترة 12 شهراً. هذا المبلغ يساوي 5 إلى 7 % فقط مما تحتاجه البلاد سنوياً من دولارات لإستمرار خدماتها العامة الأساسية بالحد الأدنى الذي دونه يدخل لبنان بالكامل مجاهل الدولة الفاشلة، الخطرة على نفسها وعلى غيرها.