
من يصنع الثراء؟ الفقراء. الرأسمال غول لا يشبع. الرأسمال الرحوم مفقود، بل مستحيل. إنه فيروس لا شفاء منه، ولا علاج له. لا أحد ينجو منه.
من يصنع الثراء؟ الفقراء. الرأسمال غول لا يشبع. الرأسمال الرحوم مفقود، بل مستحيل. إنه فيروس لا شفاء منه، ولا علاج له. لا أحد ينجو منه.
تقول الدكتورة الراحلة حياة الحويك: "أن تهيمن على العالم يعني أن تهيمن على ثلاث: أولًا، الفضاءات والمواقع الجيوسياسية؛ ثانيًا، الثروات الطبيعية وخاصة موارد الطاقة؛ ثالثًا، الأفكار". هيمنة يخرج عنها السؤال المركزي؛ أين هو التغيير؟ وما مدى تأثير القوى الرأسمالية داخله؟
إنّ أصل كل الإشكاليات التي تفتك بالبلدان العربية وتقف عائقاً أمام تقدمها؛ هي إشكاليةُ الدولة، فمَنْ ينقب عن جذور الأزمات سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، ومَنْ يبحث عن أسباب الصراعات بمختلف أشكالها، ومَنْ يعيد طرح سؤال مشروع النهضة: "لماذا تقدم الغرب وتأخرنا؟ ولماذا نهض الغرب من ظلامية القروسطية ومازلنا؟"، أكاد أجزم أنه سيجد كل ذلك ذي صلة بتعطل إنجاز مشروع الدولة مُذْ انهيار إمبراطورية "آل عثمان" عام 1924.
لدى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مفاجأة "كهربائية" قد يعلن عنها قريباً، لتكون شمعته في ظلام هذا الاحتدام غير المسبوق للأزمة المالية والاحتقان المنفجر أمنياً للصراع السياسي والقضائي في البلاد. وسيعتبر ميقاتي مشروع "كهربائه" هذا أولى صعقات الإصلاحات الصعبة التي التزمت حكومته بها. فماذا في التفاصيل؟
تحاول حكومة نجيب ميقاتي الظهور بمظهر المنقذ من الضلال السياسي لتضع البلاد على سكة الخلاص الإقتصادي. تراهن على تراجع حدة المناكفات السياسية والطائفية، لعلها تنجح في التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والتوقيع معه على اتفاق تمويل مشروط بالإصلاحات. فما الممكن وما المستحيل؟
رمى الرئيس اللبناني ميشال عون كرة التدقيق المحاسبي الجنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي في ملعب مجلس النواب، بدعوته، إلى تحديد موقفه من هذه القضية، في ضوء قرار شركة "الفاريز أند مرسال" بالإنسحاب من مهمتها. وقد سارع رئيس البرلمان نبيه بري إلى تلقف الرسالة بدعوة الهيئة العامة لمجلس النواب للإنعقاد يوم غدٍ الجمعة لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية ومناقشة مضمونها.
تبدو الطبقة السياسية اللبنانية الحاكمة (والمتناحرة في آن) أقل قلقاً على مستقبلها القريب مما كانت عليه قبل عدة أشهر. لماذا؟
في عز "الزمن السوري" لبنانياً، وحتى يومنا هذا، لم يخطر لا ببال القيادة السورية ولا باقي من حاولوا وراثتها "التبرع" بصياغة بيان وزاري لأي من الحكومات اللبنانية المتعاقبة، أقله طوال ربع قرن من الزمن.
من أين يمكن البدء في نقاش الورقة الاقتصادية المسماة خطة إنقاذية للاقتصاد؟ من ورقة "لازار" التي اعتبرت مجموعة افكار ليس الا بعد ان سُوّقَت كأنها فتح مبين؟ أم من الورقة الاقتصادية التي ودع فيها الرئيس سعد الحريري اللبنانيين كأنها الترياق؟ أم من خطة ماكينزي الأعجوبة، بعدما أغدقت الدولة توصيفات "تاريخية" "غير مسبوقة" "وللمرة الأولى" عليها كلها، علمًا ان هناك ثماني خطط، على الأقل، وضعت خلال السنوات الثلاثين الماضية!
بينما نكتب مقالة الرأي هذه ونحن محجورين في منازلنا، تستمرّ الأخبار حول وباء كوفيد-١٩ بالتدفّق، بحيث أصاب الوباء حوالي اربعة ملايين شخص حول العالم حتّى الآن.