
بالأمس، كان لبنان على موعد مع حدث مهم وخطر جداً. ملف التحقيق مع حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة، بدأ يشق طريقه الصحيح نحو القضاء، وذلك بعد طول مماطلة وتسويف من قبل بعض القُضاة المتواطئين وسلطة سياسية كابحة ومانعة لأي تقدّم أو تسهيل لهكذا خطوات.
بالأمس، كان لبنان على موعد مع حدث مهم وخطر جداً. ملف التحقيق مع حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة، بدأ يشق طريقه الصحيح نحو القضاء، وذلك بعد طول مماطلة وتسويف من قبل بعض القُضاة المتواطئين وسلطة سياسية كابحة ومانعة لأي تقدّم أو تسهيل لهكذا خطوات.
يكثر "تجار الأزمات" في لبنان، وتتوسع دائرة نفوذهم مستفيدين من حالة الفوضى والتحلل على مستوى كل مؤسسات الدولة، إلى درجة أن هؤلاء صاروا يمتهنون حرفة الاستثمار على واقع الاستعصاء السياسي لتكديس المزيد من الثروات المالية.
أخيراً، انكشف القضاء برمته وظهر على حقيقته. المفاجأة أن القضاء أسفر عن وجهه. هو كان كذلك من زمن بعيد. عالج انقساماته المزمنة بالكتمان. أصحاب الخبرة يعرفون جيداً ان القضاء مغارة. عتمتها محكمة. قراراتها نتيجة وحي سياسي ينزل في مكانه وعلى من هم من اتباعه.
ثمة أسلحة أشد فتكاً من الحرب العسكرية، تتمثل في الحصار الاقتصادي والمالي والسياسي، وأخطرها سلاح العقوبات، بعدما تمكّنت الإدارات الأميركية المتعاقبة، من تحويل قانون أميركي داخلي الى قانون مُلزم التطبيق خارجياً.
هناك اعتقاد سائد لدى الهنود الحمر بأنّه عندما تموت نجمة في السماء، يبقى إشعاعها ولا ينطفئ.. بل إنّه يستمرّ مسافراً في الفضاء، لمئات السنين. أُهدي مقالتي اليوم، لنجومنا المُشعَّة المسافرة في فضائنا منذ 4 آب/أغسطس 2020.
في غرفتها في المستشفى، وبعد خروجها من عمليّة جراحيّة في المفاصل، تقول أمّي بكلّ ثقة لطبيبها الذي جاءها متفقِّداً بعد العمليّة، إنّ "أحدهم" نبّهها إلى ضرورة أن تتناول "الدواء كذا"! وتستفيض أمّي بالكلام، وهي تشرح للطبيب عن فوائد "ذاك الدواء". بخاصّة، لمَن خضع، مثلها، "لجراحةٍ دقيقة في العظم".
على جاري عادته، يفنّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خطاباته بمنهجية علمية مبنية على دراسات ومعلومات وحقائق يتولاها فريق حزبي وازن من الإختصاصيين، لا سيما الخطاب الأخير الذي لم يحتوِ على مقدمات ولا تشعب في مواضيعه، إنما كان مُخصصاً لموضوع واحد ألا وهو الثروة النفطية اللبنانية.
بقعة ضوء في نفق الظلام اللبناني الطويل أن تتمرد السلطة القضائية في لبنان على امعان السلطة السياسية في التدخل بشؤونها وكل تفاصيل عملها وبنيانها، إلا أن الاهم هو ان يتمسك القضاء بموقفه ويطوّره الى أن يصبح سداً معنوياً وعملياً في وجه اي تدخل أو تطويع.
استيقظ "جوزيف. ك" يوماً، ليجد رجليْن يقفان على الباب ويُخبرانه أنّه مطلوب للاستجواب. ساقاه من دون الإفصاح له عن تهمته. وفي مكتب التحقيق، استشرس المسكين، مع محاميه، في الدفاع عن نفسه. ما هي جريمتي؟ سؤالٌ ردّده "جوزيف. ك" مراراً وتكراراً. عبثاً يحاول. فالتهمة المجهولة "تلبسه لبساً".
لا يُحسد نجيب ميقاتي على هذه اللحظة السياسية والأمنية في لبنان. قبله، قيل لا يُحسد حسان دياب على لحظة إنفجار مرفأ بيروت، ذروة الإنهيار اللبناني. الفارق بين الإثنين أن حكومة دياب حكمت لبنان لأشهر عديدة وكأنها لم تحكم، بينما جرت "أسطرة" اللحظة الميقاتية، ليتبين أن لبنان هو بلد المفاجآت والمفارقات الدائمة والصادمة.