
من أين أبدأ النهاية؟ في أي عصر نحن؟ لماذا اكتب؟ كي يقرأني العميان؟ أم تعلقاً بأمل مضاءٍ بالدم؟
من أين أبدأ النهاية؟ في أي عصر نحن؟ لماذا اكتب؟ كي يقرأني العميان؟ أم تعلقاً بأمل مضاءٍ بالدم؟
منذ صدمة السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، صارت الولايات المتحدة أكثر تدخلاً في السياسة الإسرائيلية، سياسياً وعسكرياً، وصولاً إلى البحث في تفاصيل اليوم الذي سيلي توقف الحرب في غزة.
موضة هذه الأيّام أن تنشر كلّ جامعة في أمريكا على صفحتها على الإنترنت تصريحاً تعترف فيه بأن الأرض التي هي عليها كانت موطناً لبعض قبائل أمريكا الأصلية، على أن يُقرأ هذا التصريح علناً عند افتتاح مناسبات رسمية ومؤتمرات علميّة في هذه الجامعات.
أيُّ معنى للخصوصيّة الجيوسياسيّة لقطاع غزّة وهو أشبه بمعسكر كبير للاجئين الفلسطينيين القادمين من مدنٍ وبلدات وقرى الجوار القريب تحت وطأة "النكبة"؟
استعدتُ موقفين تاريخيين يوم بادرت كوكبة من المثقفين العرب إلى توجيه رسالة انتقادية مصحوبة بعتب شديد إلى نظرائهم مثقفي الغرب، إثر الحرب الوحشية التي شنّتها "إسرائيل" على الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزّة.
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالة للكاتب الأميركي توماس فريدمان تميّزت بلغتها الخبيثة ومقارناتها الأخبث ينصح فيها القيادة الإسرائيلية بعدم التورط في الحرب البرية في غزة، وقال مخاطباً الإسرائيليين: "لا تضيعوا في الأنفاق". في ما يلي نص ما كتبه فريدمان:
نحن أمام حدث زلزالي تاريخي في منطقتنا، وفي الوقت نفسه، نواجه عدواناً أمريكياً - غربياً - إسرائيلياً هدفه تصفية قضية الشعب الفلسطيني، وبالتالي، يصبح السؤال البديهي: أين أحزاب اليسار العربي من كل ما يجري عندنا ومن حولنا؟
لم تعد الكلمات تجد مطرحاً لها في مواجهة الدم الذي يفوق كل خيال متصور. هي مذبحة وأكثر. هي حرب إبادة وأكثر، وبرغم ذلك يقف العالم متفرجاً، لا بل تعطي الولايات المتحدة من خلال رفضها وقف النار الفوري رخصة بالقتل المفتوح. قطاع غزة يُشعرنا في كل دقيقة وساعة أننا أسرى هذا الصمت العربي المتمادي.. ماذا بعد؟
لطالما تمكن بعض الحكام والزّعماء العرب والمسلمين، من امتصاص نقمة الجماهير وغضبها، من خلال مسرحيّات خطابيّة ليست فقط خارج أي تأثير أو فعل، بل على العكس، كانت تَسْتر السلوك الشائن والخائن لهؤلاء تجاه القضيّة الفلسطينيّة.
أحزنُ كثيراً، في داخلي، عندما أتحاور مع بعض أهلي اللّبنانيّين، خصوصاً منهم الشّباب، وفي سياق ما يجري حولنا اليوم، لا سيّما في غزّة الحبيبة وفي فلسطين المحتلّة. لا أُبدي هذا الحزنَ أمامَهم دائماً، ولكنّني مقتنعٌ بأنّنا أمام مشكلة حقيقيّة وعميقة.. وكبيرة في هذا المجال.