تراوح الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل مكانها، كأنه يصعب مغادرتها. لم تنجح أربعة انتخابات عامة أجريت خلال عامين في تخفيف وطأتها، تتعدل الحسابات لكنها لا تكسر جدرانها.
تراوح الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل مكانها، كأنه يصعب مغادرتها. لم تنجح أربعة انتخابات عامة أجريت خلال عامين في تخفيف وطأتها، تتعدل الحسابات لكنها لا تكسر جدرانها.
استيقظت إسرائيل في صباح اليوم التالي لرابع انتخابات تشريعية في غضون عامين على حالة من عدم اليقين السياسي، حيث ما زالت تجهل من سيرأس الحكومة في المستقبل القريب. صحيح أن حزب «الليكود» بزعامة بنيامين نتنياهو قد احتل الصدارة، بحسب النتائج غير الرسمية، لكن لا تحالفه اليميني ولا كتلة أحزاب المعارضة يمتلكان طريقاً واضحاً لتشكيل ائتلاف حكومي يحظى بالغالبية في الكنيست.
اسمه بنيامين بن تسيون نتنياهو، يلقبه انصاره "بيبي". يصير اسمه "عطالله"، وفق اللهجة الشعبية الفلسطينية، في حين يسميه مريدوه من البدو والعرب "ابو يائير".
قبل نحو عامين، حين وقف ستة جنرالات متقاعدين على منصة واحدة معاً، كانوا يقولون الشيء نفسه: "إسرائيل تحت زعامة بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء قد فقدت طريقها"، نحن البديل.. وإلا فإن المشروع الصهيوني "في خطر".
بحلول منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، باتت الكنيست الإسرائيلية في حكم المنحلة، وذلك بعد تعذر الاتفاق بين حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو وحزب "أزرق-أبيض" بيني غانتس على إقرار الموازنة العامة، ما يدخل إسرائيل مجدداً في دوامة الانتخابات المبكرة لمرة رابعة في أقل من عامين.
يشهد العديد من دول العالم اندفاعات قومية، ما يزيد من دور الثقافة التقليدية في الحياة اليومية، ويعزز الجهود الهادفة إلى الاستقلال عن الخارج، وتعزيز استقلالية القدرات الدفاعية، فيما يتم التمسك بنظام ما بعد الحرب العالمية الثانية فقط عندما تكون مناسبة.
اقتربت إسرائيل مرة جديدة نحو سيناريو الانتخابات التشريعية المبكرة، التي ستكون الرابعة في غضون عامين. شركاء بنيامين نتياهو في الائتلاف الذي يرأسه، بالتناوب مع بيني غانتس، تقاطعوا مع المعارضة الإسرائيلية في تصويت أولي لإسقاط حكومة الوحدة التي تشكلت قبل ستة أشهر بعد مخاض طويل.
أطل المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت في مقالة له في موقع "المونيتور" للتحذير من أن خطر الحرب الأهلية يقترب يوماً بعد يوم من الدولة العبرية.
حقق زعيم الليكود، ينيامين نتنياهو، حلم حياته وقاد الليكود في الانتخابات الأخيرة نحو الحصول على أكبر عدد مقاعد متفوقا على خصومه في حزب "أزرق أبيض" بزعامة الجنرال بني غانتس. كما أن معسكر اليمين الذي يقوده نتنياهو أفلح في الحفاظ على قوته كما تبدت في دورتي الانتخابات الأخيرتين وظل على ولائه لنتنياهو مرشحا لرئاسة الحكومة المقبلة. ولكن كل ذلك لم يحقق، على الأقل وفق النتائج الأولية المعلنة، حتى الآن لنتنياهو مراده. فأمر الحكومة المقبلة لم يحسم وبقيت الأزمة على حالها رغم كل ما ظهر من معطيات وتطورات. وظل مصير رئاسة الحكومة المقبلة في جيب زعيم "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان الذي كرر تأكيده بأنه لن يشارك في حكومة يرأسها نتنياهو ويشارك فيها الحريديم.
إسرائيل في مأزق سياسي أبعد من صناديق الإقتراع. تشي بذلك إستطلاعات الرأي الأخيرة عشية الإنتخابات النيابية وكذلك مواقف الكتل والأحزاب السياسية. يقود ذلك للإستنتاج بأن ثمة إنتخابات تشريعية رابعة، إلا إذا حصلت مفاجآت في يوم الإنتخابات، مثل تدني نسبة التصويت عند الناخبين اليهود أو إرتفاعها عند الناخبين العرب، في ظل مناخات تتحدث عن إحتمال تراجع المشاركة بسبب فيروس "كورونا" الذي وصل إلى إسرائيل وكذلك بسبب حالة القرف التي بدأت تصيب بعض الناخبين جراء تكرار الإنتخابات ثلاث مرات في أقل من 11 شهراً.