![نصري الصايغ](https://sp-ao.shortpixel.ai/client/q_lossy,ret_img,w_144,h_144/https://180post.com/wp-content/uploads/2020/03/nassri-160x160.jpg)
هل كان فرانسيس فوكوياما مصيباً في "نهاية التاريخ"؟ هل الآتي كابوس وهل انهيار الغرب قريب؟ أهي السلطة آيلة إلى زوال أم إلى تأليه؟ هل نهاية الإنسان بشارة متشائمة؟ هل الفوضى عقيدة الرأسمال؟
هل كان فرانسيس فوكوياما مصيباً في "نهاية التاريخ"؟ هل الآتي كابوس وهل انهيار الغرب قريب؟ أهي السلطة آيلة إلى زوال أم إلى تأليه؟ هل نهاية الإنسان بشارة متشائمة؟ هل الفوضى عقيدة الرأسمال؟
في البداية، أكتب الخاتمة: السلطة تكره الفكر وتطارده. السلطة تخشى المثقف وتنفيه. نجحت القوى الظلامية والعسكرية في وأد الحرية، وفازت في تحويل ناسها الى نعاج، وتفوَّقت في إنجاب متفوقين في انتاج انسان مطيع، يأكل ويشرب وينام. إنسان بأفق ثقافي هو الآتي: المستقبل غداً يصنعه العبيد. الأحرار والحرية مجرد طوباوية ومثالية. القطيع يُدرك أن الحرية مرتعها وخيم.
لندخل في صلب الموضوع. لنعد الى ذاكرتنا. لم تثقب بعد. ما زلنا نسكن في القرن العشرين وما بعده من عقود. لكل قرن رصيف، والرصيف الثاني يبدو معتماً أكثر من القرن العشرين. فلنحمل أجسادنا معنا. أجسادنا المنهكة والمتعبة. علينا ألا نخجل من اخفاقاتنا. ولنتوقف عن التبرير، وكله كاذب وفاشل.
لطالما استوقفني الإستعمال المتكرّر والعفوي لتعبير "الوطن العربي" في برامج المسابقات الغنائية الرائجة على الفضائيات العربية، من قبل مقدّمي هذه البرامج أو المشاركين فيها على حدٍّ سواء، لكنه إستعمال يندرج في سياق ترفيهي، لا أكثر ولا أقل.
عقد "معهد الدراسات الابيستيمولوجية ـ أوروبا" (ISES) أواخر الشهر الماضي مؤتمره السنوي الثالث هذا العام في مدينة قرطبة الأسبانية (الأندلسية) للبحث في مشكلات النهضة العربية وتعثّرها منذ الدعوة إليها أواخر القرن التاسع عشر.
في التاريخ العربي قرون عديدة شهدت إسهاما كريما من جانب الطبقات العربية الحاكمة في نهضة البشرية. تخللت هذه القرون عقود تخلف رهيب وفساد فظيع ووقائع تمرد وعدم استقرار وهزائم عسكرية وانفراطات في جميع المجالات، ولكنها عقود أو فترات سجّل التاريخ العربي بعضها أو أكثرها تحت عناوين النكسات، أي انقطاعات في تيار كان الظن في الخيال العربي أنه تيار متدفق إلى ما لا نهاية.
كلهم يتحدثون بها وعنها. كلهم ينادون ويصرخون نريدها أو هى حقوقنا. بعضهم قدم حياته ثمنًا لما تصور أنها هى. هى الديمقراطية التى لا يخلو أى خطاب منها ومن كل الأطراف تلك التى تطالب بها من شعوب أو فئات مجتمعية وتلك التى تنتهكها أيضا فهى «تزين» خطاباتها اليومية بها ولم لا؟
عشر سنوات عاشها الوطن العربي، كأنها لم تكن كافية أقله لمراجعة الذات. ماذا سيحمل إلينا العقد الجديد. السنة الجديدة؟
الوقت. تحتاج إلى الوقت لكي تستعيد وعيك وتعود إلى متابعة حياتك واستذكار مواعيدك واسماء اصحابها ومناصبهم. لقد سقطت الارقام والساعات والهويات، لم يبق في الذاكرة شيء من الماضي. من اين سيأتيك المستقبل، اذن؟
فقدت دولٌ عربيةُ كثيرة دورها السابق، وهي تعيش حاليا مخاض البحث عن الاستقرار حتى بلا دور. وأما الرعاة التاريخيون لهذه الدول، فهم يزيدون بلاءها بسبب صراعاتهم العالمية، والتي غالبا ما يتحول الوطن العربي فيها الى مجرد ساحات لتصفية الحسابات، أو لنهب الثروات القديمة والمتجددة.