
عندما ستُقرأ هذه السطور سيكون الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب في سياق تأدية القسم الدستوريّ لبداية ولايته الجديدة. وسيشرع بعدها بتوقيع أوّل أوامره الإداريّة التي ستُحدّد ملامح سياساته طيلة فترة هذه الولاية.
عندما ستُقرأ هذه السطور سيكون الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب في سياق تأدية القسم الدستوريّ لبداية ولايته الجديدة. وسيشرع بعدها بتوقيع أوّل أوامره الإداريّة التي ستُحدّد ملامح سياساته طيلة فترة هذه الولاية.
وقّع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان معاهدة تعاون استراتيجي مع نظيره الروسي فلايمير بوتين خلال زيارته إلى موسكو، الأسبوع الماضي؛ مُدّتها 20 عاماً وتُشكّل استمرارا لمعاهدة العام 2001 التي انتهت مدتها في العام 2021 وكانت تنص علی سريان بنودها إلى حين التعبير عن رغبة البلدين بتجديدها من عدمه، لكن البلدين ذهبا أبعد من ذلك عندما قرّرا اعادة صياغة بنود المعاهدة لتلائم المستجدات الإقليمية والدولية واحتياجات ومصالح البلدين.
من الحريق الأوكراني إلى شرق أوسط يغلي على نار الحروب الإسرائيلية والتحولات الجيوسياسية الزلزالية، إلى أفريقيا وحروبها المنسية، إلى المحيطين الهادىء والهندي الزاخرين بتوترات إقليمية لا تأمن عاقبة التحول إلى نزاعات ساخنة، فماذا يمكن للعام 2025 أن يحمل معه لعالم تنهشه الفوضى ومخاض الانتقال إلى نظام عالمي جديد؟
قبل أسابيع تركّز اهتمامُنا، نحن أهل هذه المنطقة، على "اليوم التالي" لغزة. كانت غزة الفرصة التي لفتت انتباه البعض منا ـ ولو أن هذا البعض قليلٌ ـ إلى خريطة حملها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نيويورك ليرفعها أمام العالم بأسره. عرفنا يومها أو فيما بعد أن الخريطة لإسرائيل الكبرى.
كان المشهد آنذاك خارجاً عن المألوف. في حزيران/يونيو 2000، وبعد أيام على وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد (الأب)، كان مئات من مقاتلي حزب الله، بزيهم العسكري الأسود (لباس قوات التعبئة في الحزب)، يصطفون في عرض عسكري في القرداحة، أمام الرئيس بشار الأسد (المخلوع)، وإلى جانبه كان يقف كلٌ من الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيّد حسن نصرالله، ووزير الدفاع السوري آنذاك مصطفى طلاس. كان ذلك المشهد "رسالة"، تبدَّت مفاعيلها التنفيذية بعد 12 عاماً، عندما أضحت رئاسة الأسد (الإبن) ونظامه محل تهديد.
ما حدث في سوريا ربحٌ صافٍ لرجب طيب أردوغان. مشاهد عودة السوريين من تركيا إلى وطنهم بعد "فتحها المبين"، تعطي الرئيس التركي دفعًا معنويًا وسياسيًا كبيرًا داخل أسوار تركيا وكذلك خارجها.
كثيرةٌ هي الأسئلة التي طُرِحت مؤخراً حول الدور الذي لعبه ويلعبه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر في مسار التفاوض للتوصل إلى وقف إطلاق النار مع لبنان، وكثيرةٌ هي الأسئلة عن خلفية هذا المفاوض الإسرائيلي المتمرس إضافة إلى كونه موضع ثقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لطالما كلّفه بأدوار خارجية محورية وحسّاسة.
بعد هدوء استمر نحو أربعة أعوام، يؤكد الهجوم المفاجىء الذي شنته "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) وفصائل من المعارضة السورية الموالية لتركيا في محافظتي حلب وإدلب السوريتين، أن ثمة لاعبين داخليين وإقليميين يريدون الاستثمار في التحولات التي أفرزتها الحرب الإسرائيلية على لبنان، والضربات التي تعرض لها "حزب الله" ومن خلفه إيران في الشهرين الماضيين.
كلما ازداد التدخّل الأميركي، في الحرب بين إسرائيل وإيران وحلفائها، "سيؤدي ذلك إلى زيادة في التدخّل الروسي، وهذا ما يجب أن يقلق إسرائيل كثيراً"؛ هذا ما يخلص إليه التقرير الذي أعدّه كل من يارون غامبورغ وآركادي ميل- مان لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، وترجمه موقع "مدار" (المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية) وقدّمه الزميل عبد القادر بدوي من أسرة "مدار" إلى القارىء العربي:
وصول مسعود بزشكيان إلى السلطة في إيران يُعتبر دون شك انتصارًا كبيرًا للإصلاحيين الإيرانيين. تولّى الرجل رئاسة دولة إقليمية وازنة في لحظة اندلاع صراع هو الأول من نوعه مباشرة بين إيران وإسرائيل، وذلك في سياق دينامية صراعية أطلقها السابع من تشرين الأول/أكتوبر على أرض فلسطين المحتلة، قبل أن تتمدد إلى ساحات أخرى في كل من لبنان واليمن والعراق وسوريا وإيران.