بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة، أعلن رجب طيب إردوغان تعيين حكومة جديدة من 18 وزيراً، بينهم أكاديميون وإختصاصيون، إلا أن الشخصية الحكومية الأبرز هي حقان فيدان، وزير خارجية تركيا الجديد وصديق إردوغان الأقرب منذ عقود من الزمن.
بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التركية الأخيرة، أعلن رجب طيب إردوغان تعيين حكومة جديدة من 18 وزيراً، بينهم أكاديميون وإختصاصيون، إلا أن الشخصية الحكومية الأبرز هي حقان فيدان، وزير خارجية تركيا الجديد وصديق إردوغان الأقرب منذ عقود من الزمن.
شكّلت عودة اللاجئات واللاجئين السوريين إلى بلادهم، أو بالأحرى إعادتهم إليها، محورا أساسيا فى التجاذبات السياسيّة خلال الانتخابات التركيّة الأخيرة. وتُشكّل تلك العودة دوما محورا للمهاترات فى لبنان بغية صرف النظر عن الأزمة المالية وأسبابها وسبل حلّها. وليست المسألة بعيدة عمّا يجرى فى أوروبا، خاصّة مع توجّه الرأى العام يمينا فى ظلّ الصراع فى أوكرانيا وتداعياته الاقتصاديّة وإسقاط ذلك على مسئوليّة استقبال اللاجئين واللاجئات. ولا شكّ أن تصاعد المطالبات بإعادتهم سيُلقى بثقله على التحّركات السياسيّة الإقليميّة والدوليّة منذ استعادة سوريا مقعدها فى الجامعة العربيّة أو فيما يخصّ المساعدات الدوليّة، ومنها مؤتمر بروكسِل القادم.
تمثل إعادة انتخاب رجب طيب إردوغان رئيساً لتركيا من جديد، منعطفاً حاسماً. صحيح أنه يمكن القول إن إردوغان سلطانٌ لا جدال فيه، بالنظر إلى الفوز الذي حقّقه برغم التحديات الكبيرة التي رافقت الانتخابات الأخيرة. لكن الذي سيحدد ما ستعنيه ولايته المقبلة بالنسبة لمستقبل بلاده، وربما المنطقة والعالم، هو الدور المتنامي لروسيا كـ"داعم ونموذج رؤى أساسية" للإردوغانية الجديدة، بحسب سونر كاجابتاي، في تقرير نشره موقع "فورين أفيرز" (*).
أما وقد اقتنص منصب الرئيس الثالث عشر للجمهورية التركية، وانتزع أغلبية، غير حاسمة، فى برلمانها الثامن والعشرين؛ ينحو الرئيس التركى رجب طيب إردوغان باتجاه الهبوط بخطابه الرسمى من فضاء الدعاية الانتخابية، إلى ميدان السياسة الواقعية. بحيث يغدو إلى رؤيته الاستراتيجية أقرب، ومع انحيازاته الإيديولوجية أكثر تناغما.
ليس من المبالغة القول إنّ احتفالات فوز "غالطا سراي" ببطولة الدوري التركي بكرة القدم، هنا في حي "شيشلي" في اسطنبول، تفوّقت على احتفالات أنصار الرئيس رجب طيب إردوغان بفوزه في الإنتخابات الرئاسية. فلنفترض، وهي فرضيّة ممكنة، أنّ اسطنبول التي انقسمت بشكلٍ حادٍ وعامودي في الإنتخابات، عادت لتتوحّد خلف ناديها العريق اليوم، ولعلّها من المرّات النادرة التي يجتمع فيها إردوغان وكمال كليتشدار أوغلو على تهنئةٍ هذا النادي على إنجازه الكبير.
شاي هار تسفي، الباحث "الإسرائيلي" في "معهد السياسات والاستراتيجيا في جامعة ريخمان"، يستعرض في مقالة له في "معاريف"، الوجهة التي سيسلكها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إقليمياً ودولياً، وينصح الدولة العبرية بالانفتاح الحذر والمتدرج مع تركيا في المرحلة المقبلة.
لا يمكن وصف فوز رجب طيب إردوغان في الانتخابات الرئاسية بالفوز السهل هذه المرة. كانت المنافسة على أشدها بينه وبين مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو، وانتهت بحصوله على 52.16 بالمئة من الأصوات في الجولة الثانية، وبالتالي الفوز بولاية جديدة في الحكم لمدة خمس سنوات.
فى حملة تجديد ولايته الرئاسية، دعا «رجب طيب أردوغان» إلى أن يكون القرن الحالى قرنا «تركيا» فى الشرق الأوسط. لم يكن ذلك شعارا جديدا، فقد طرحه هو نفسه عند مطلع القرن وتردّد صداه فى جنبات الحياة السياسية والأكاديمية قبل أن تتآكل رهاناته وحساباته.
يأتى انعقاد القمة العربية فى المملكة العربية السعودية فى لحظة تغييرية فى الشرق الأوسط فتحت الباب على مصراعيه أمام تحول أساسى فى المنطقة. لحظة جاءت نتيجة مسارات أو عمليات التطبيع التى حصلت بين خصوم وأعداء الأمس فى الشرق الأوسط، ولو حصلت وتحصل بسرعات مختلفة.
بضع مئات آلاف من الأصوات الإضافية، كانت كفيلة بحسم نتيجة الانتخابات التركية لمصلحة رجب طيب إردوغان. لم يقرر الشعب التركي ذلك، بل وزّع أصواته بين رئيس البلاد ومرشحي المعارضة كيليجدار أوغلو وسنان أوجان، مُجبراً الجميع على التوجه إلى صناديق الاقتراع مرة جديدة في 28 أيار/مايو الحالي.