هذه المرة اختلفت الصورة فى مجلس الأمن الدولى. بدت العدوانية الإسرائيلية فى وضع مساءلة، لكنها لم تستوفِ شروط الردع، ولم يصدر بحقها أى إجراء يناسب خطورة الهجوم على العاصمة القطرية الدوحة لاغتيال وفد «حماس».
هذه المرة اختلفت الصورة فى مجلس الأمن الدولى. بدت العدوانية الإسرائيلية فى وضع مساءلة، لكنها لم تستوفِ شروط الردع، ولم يصدر بحقها أى إجراء يناسب خطورة الهجوم على العاصمة القطرية الدوحة لاغتيال وفد «حماس».
تفرض تغطية الحرب الاسرائيلية على غزّة إعادة النظر في مفهوم "المراسل الحربي"، وحتى في تعريف القواعد المهنية التي أرستها المدارس الغربية للعمل الصحافي. الدروس النظرية عن الحياد تعني في غزّة شراكة في الجريمة، وأهمية المحافظة على الحياة تسقط أمام حرب إبادة لا يشكل فيها الانسحاب من التغطية خيارًا. في غزّة، الصحافيون لا يملكون ترفًا مماثلًا. هذا ما عبّر عنه الصحافي الشهيد أنس الشريف، في نصّين يستحقان التوقف عندهما
فى صباح لم يبدأ بعد، برغم أن الصباحات والمساءات فى غزة متشابهة حد الوجع المُزمن، فلا شىء سوى مزيد من القتل والتجويع والمرض والصواريخ ورصاص القناصة يصطاد الأطفال كما الكبار وهم يقفون طوابير طلباً لمساعدات قد لا تصل، بل هى مصيدة أخرى ضمن خدع حرب الإبادة.
ليست المرة الأولى، التي يتعهد فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين، ثم يتراجع تحت الضغوط الأميركية والإسرائيلية. لكن إعلانه الأخير المفاجىء، ليل الخميس الماضي، حول اعتزامه الإقدام على هذه الخطوة خلال الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في أيلول/سبتمبر المقبل، أثار أكثر من سؤال حول الدوافع التي حدت به إلى هذا الإعلان الذي ينطوي على رمزية كبيرة، أكثر من تأثيره على أرض الواقع.
تُغفل تحليلات معاصرة في الشأن الإسرائيلي أن الدولة الإسرائيلية، برغم إدراكها أنها كيان وظيفي مصطنع وأن عملها كأداة إستعمارية يخدم مصالح تتجاوز محيطها الجغرافي المباشر، إلا أنها تسعى في الوقت ذاته لتحقيق مشروعها "الوطني" أو "القومي" الخاص. هذا المشروع يدخل اليوم مرحلة تاريخية جديدة يمكن تسميتها بـ"الصهيونية الجديدة".
«سنهزم هؤلاء الوحوش وسنعيد رهائننا إلى الوطن». كان ذلك تصريحًا محملًا برسائل بالغة الخطورة لرئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" عقب عودته من واشنطن. إعلان صريح بنجاح مهمته فى البيت الأبيض، التى تعنى بالضبط الإفلات من ضغوط الرئيس الأمريكى "دونالد ترامب" إنهاء وقف إطلاق نار فى غزة مع «الوحوش الفلسطينيين»!
إنها حرب الصور تشتعل من جديد، ارتفعت نبرة الغضب فى مراكز صنع القرار الأوروبية تنديدا بتواصل حربى الإبادة والتجويع على الشعب الفلسطينى المحاصر.
أيها الغزيون أمامكم اختيارات ثلاثة يمكنكم الاختيار بينهم.. إما البقاء فى القطاع وتعرضكم للموت قتلا بالقنابل أو جوعا بالحصار، أو تختارون الهجرة من القطاع بكل حرية وتنعمون بحياة كريمة فى بلد آخر مع قيام إسرائيل أو دولة الاحتلال –كما تقولون– بعمل كل الترتيبات اللازمة بالتعاون مع إدارة الرئيس ترامب – صاحب اقتراح التهجير الأصلى– لتنفيذ هذا "المشروع الإنسانى الكبير".. وسيشرف جيش الدفاع الإسرائيلى.. وهو أكثر جيوش العالم إنسانية كما تعلمون بالإشراف على تنفيذ الخطة.
هل سبق لك أن تساءلت عن السبب وراء كل هذا العنف والقتل والموت الذي تقوم به إسرائيل ضد لبنان وفلسطين وسوريا وغيرهم في الإقليم، وقد ألقت إسرائيل عليهم عشرات أو مئات آلاف الأطنان من المتفجرات، وبخاصة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبالأخص هجمات إسرائيل على الضاحية الجنوبية لبيروت في شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر الماضيين، وهي الأكثر وحشية وتدميراً؟
أيامٌ قليلةٌ تفصلنا عن مرور عام على حرب غزة أو تحديدًا حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على القطاع. وقد وضعت سقفًا عاليًا لأهدافها المتوخاة من تلك الحرب التى تستمر ولكن بوتيرة منخفضة نسبيًا عما كانت عليه من قبل.