
عموماً كلّ الكلام صعب. وثمن العزّة ثقيلٌ ثقيل. نستسخف فعل الكتابة أمام هول المجازر. العجز مُخجل. تُقصفُ نصوصنا بمشهدٍ من مشاهد المحرقة الرهيبة في غزة، وفي لحظة غضبٍ مهول وتحسس للمسؤولية، يستجمع الحرف/الدم نفسه، ويسيل.
عموماً كلّ الكلام صعب. وثمن العزّة ثقيلٌ ثقيل. نستسخف فعل الكتابة أمام هول المجازر. العجز مُخجل. تُقصفُ نصوصنا بمشهدٍ من مشاهد المحرقة الرهيبة في غزة، وفي لحظة غضبٍ مهول وتحسس للمسؤولية، يستجمع الحرف/الدم نفسه، ويسيل.
يلوح شبح نكبة فلسطينية وعربية ثانية فى أفق القصف الإسرائيلى العشوائى المتصل على غزة للانتقام من بيوتها وأهلها بعد عملية طوفان الأقصى، التى أذلت جيشها كما لم يحدث من قبل.
أعرف أن خبر الساعة وكل ساعة قادمة هو العدوان الوحشى الهمجى الإسرائيلى على المدنيين فى قطاع غزة منذ أسبوع كامل والمحاولات الإسرائيلية ليس فقط للقضاء على المقاومة، ولكن لمحو القطاع من الوجود حتى تستريح إسرائيل نهائيا من صداع غزة المستمر منذ عام ١٩٤٨ وتصفية القضية وترحيلها إلى مصر لتصبح أزمة مستمرة لعقود.
منذ اليوم الأول للحرب التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، رداً على الإنجاز العسكري الذي حققته "حماس" في هجومها المفاجىء يوم السبت في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ومع بدء تبادُل القصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، كان السؤال الأساسي المطروح: هل سينضم حزب الله إلى القتال ضد إسرائيل، ويفتح جبهة ثانية ضدها في الشمال؟
من واقعة أسر الجندي جلعاد شاليط عند تخوم قطاع غزة في حزيران/يونيو 2006 إلى أسر جنديين إسرائيليين في عملية خلة وردة عند تخوم بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان في تموز/يوليو 2006، يروي الكاتب رونين بيرغمان في هذا الفصل من كتابه "انهض واقتل اولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية" كيف كان مفعول هاتين العمليتين قاسياً على الدولة العبرية وكيف رفع معنويات ما يسميها "جبهة التشدد".
حرب شرق أوسطية أخرى. هذا ما لم يكن مُدرجاً على جدول أعمال الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي بذل جهداً، لكنه لم يكن كافياً لتفاديها، ريثما يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في المواجهة الكبرى الدائرة مع روسيا في أوكرانيا.
أعادت عملية "طوفان الأقصى" خلط الأوراق لدى الأميركيين والإسرائيليين، ووضعت المنطقة - وليس فقط قطاع غزة - على حافة مواجهة مفتوحة على إحتمالات مختلفة.
يقول المحلل العسكري في "هآرتس" عاموس هرئيل إن الأميركيين "لن يهاجموا بالضرورة لبنان إلى جانب الجيش الإسرائيلي، لكن هناك أهمية للتأييد وللتهديد"، ويضيف أنه في حال وجدت إسرائيل نفسها في ضائقة لاحقاً، تستطيع الولايات المتحدة المشاركة في الهجوم أو تحذير لبنان وإيران من مغبة استخدام قوة هائلة". وفي ما يلي مقالة هرئيل:
ليس من المبالغة القول إن نتائج عملية "طوفان الأقصى" لن تقتصر على إسرائيل، بل ستكون لها تداعيات على الواقع الجيوسياسي في المنطقة والعالم.