يرث العام 2024 من العام 2023 أحداثاً ونزاعات وتوترات تعيد تشكيل التوازنات في العالم. وعلى نتائجها يتوقف بقاء الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، قطباً وحيداً مهيمناً منذ أكثر من 33 عاماً، أو يدخل مرحلة انتقالية تمضي به إلى عالم متعدد الأقطاب.
يرث العام 2024 من العام 2023 أحداثاً ونزاعات وتوترات تعيد تشكيل التوازنات في العالم. وعلى نتائجها يتوقف بقاء الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، قطباً وحيداً مهيمناً منذ أكثر من 33 عاماً، أو يدخل مرحلة انتقالية تمضي به إلى عالم متعدد الأقطاب.
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للكاتب روبي جرامر، يُقدّم فيه بعض التوقعات حيال ما سيحدث فى العام 2024، بناء على مقابلات أجريت على مدى الأسابيع والأشهر القليلة الماضية مع العشرات من صنّاع القرار، وصنّاع القوانين فى البرلمانات، وخبراء السياسة الخارجية، آملا أن تكون أغلب التوقعات خاطئة!
"مصائب قوم عند قوم فوائد"، أو كما في شرح المتنبي: "هكذا عادة الأيام؛ سرور قوم: مَساءة آخرين، وما حدث في الدنيا حدث إلا سر به قوم وسيء به آخرون".
أظن أنه لم تمر علينا مرحلة واضحة المعالم والسياسات والأهداف كالمرحلة التي يمر فيها الشرق الأوسط وربما العالم بأسره منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، يوم قرّرت إسرائيل مد حربها ضد فلسطين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
ربطت قيادات أوروبيَّة وأميركية بين حربَي غزَّة وأوكرانيا. رأت رئيسة المفوَّضيَّة الأوروبيَّة، أورسولا فون دير لاين، أن هاتين الأزمتين، على الرَّغم من اختلافهما، تدعوان أوروبا وأميركا إلى اتّخاذ موقفٍ مشترك، من أجل حماية "ديمقراطياتها". وعبَّر الرَّئيس الأميركي، جو بايدن، عن هذه الرؤية، طالباً من الكونغرس تمويلاً يصل إلى 100 مليار دولار- برغم أزمة الدَّين الأميركي- متعهّداً بعدم السَّماح "للإرهابيين" مثل "حماس" و"الطُّغاة" مثل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالانتصار!
لم تغيّر الدول الرأسماليَّة الكبرى استهدافاتها الاقتصاديَّة والسياسيَّة تجاه دول العالم الثالث بعد الحرب العالميَّة الثَّانية. شهدت مرحلة ما بعد تلك الحرب سقوط الامبراطوريات الاستعماريَّة القديمة، وصعود الولايات المتَّحدة إلى مركز القيادة، والتي مارست عمليَّات الاستتباع بشتى الوسائل المتاحة، بما فيها الوسائل العسكريَّة، للإبقاء على "الهيكل الاقتصادي" التَّابع والمشوَّه الذي ولَّدته الحقبة الكولونياليَّة.
لا شك أن حدثاً بحجم "طوفان الأقصى" سيكون له تداعيات كبيرة على المستوى الجيوسياسي الإقليمي على الأقل. ومع أنه من المبكر التكهن بالتداعيات النهائية لهذه الحرب على المنطقة والعالم، إلا أنه سيكون لها آثار خطيرة على المستويين الإقليمي والعالمي.
بمواكبة أربع مقاتلات من طراز "سوخوي-35 إس"، اختار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجولته الخليجية التي شملت الإمارات والسعودية، توقيتاً زاخراً بدلالاته وخلفياته. من المرحلة المفصلية التي يمر بها النزاع الأوكراني، إلى الحرب الإسرائيلية على غزة والرغبة الروسية في استعادة موسكو دور الوسيط المقبول من جميع الأطراف في الشرق الأوسط.
تُقدّم طهران وموسكو نموذجاً للفواعل الإقليمية والدولية صاحبة المصلحة في كسر الأحادية القطبية المُهيمنة على الواقع الدولي منذ إنهيار الإتحاد السوفياتي قبل أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ومن يقرأ زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الحالية إلى موسكو يلمس أنها تصب في هذا الإتجاه.. وحتماً ستكون لها انعكاساتها في ساحة الشرق الأوسط الأكثر خطورة وحيوية في هذه المرحلة.
كان يوم سبت. سبتٌ تلون في الكتابات والتعليقات بألوان شتى. للبعض كان سبتاً أبيضَ ولأعدائهم كان سبتاً أسود ولآخرين كان سبتاً أحمرَ.