
لم يعد السؤال هل فعلاً إنقلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ إنما السؤال عن الحدود التي يمكن أن يذهب إليها هذا الإنقلاب، والتفتيش عن الأسباب التي دفعت إلى الإستدارة التركية نحو الغرب.
لم يعد السؤال هل فعلاً إنقلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ إنما السؤال عن الحدود التي يمكن أن يذهب إليها هذا الإنقلاب، والتفتيش عن الأسباب التي دفعت إلى الإستدارة التركية نحو الغرب.
تناولنا في الجزء الأول من هذه المقالة الأسباب الحقيقية لامتناع الشركات الدولية عن التقدم إلى دورة التراخيص الثانية التي قررتها وزارة النفط اللبنانية، وذلك لجهة وجود نزاعات حدودية على 6 من أصل 8 بلوكات معروضة للتلزيم، وركزت على أن ترسيم حدود لبنان البحرية أسير النزاع التركي القبرصي، فيما يتمحور الجزء الثاني والأخير حول نقاط الخلاف بين لبنان وسوريا.
اجتهدت الأقلام خلال الفترة الأخيرة في طرح التحليلات عما حدث من تمرد -أو كما أسماه البعض- إنقلاب يفجيني بريغوجين، ومحاولته فرض سيطرة ما، أو للتعبير عن غضبه من شيء ما أو شخص ما. الذي بدا وكأنه موجه ضد شخصين تحديداً، دارت التفسيرات في فلك ذكر اسميهما. هما وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو، ونائبه والقائد الأعلى للقوات الروسية المشتركة في أوكرانيا فاليري غيراسيموف، لكن يبدو أن القصة أعمق من ذلك.
أحدث تركيز الولايات المتحدة منذ عقد ونيف على التحدي الصيني والتحول نحو آسيا لمواجهته، والتخفف التدريجي من أحمال وأعباء منطقة الشرق الأوسط فراغاً كبيراً، دفع بالصين وروسيا نحو نسج علاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع دول إقليمية وازنة في المنطقة مثل إيران، السعودية، الإمارات وغيرها.
لا يختلف إثنان على أننا على مشارف تقاطعات جديدة/قديمة في الشرق الأوسط وربما العالم. ولا يختلف إثنان على أن السعودية بموقعها الجغرافي ورمزيتها الدينية ومكانتها النفطية تُعد ركناً أساسياً في المنطقة. ثمة مملكة قديمة بفكرها وسياساتها واقتصادها قد انتهت. وثمة مملكة جديدة تقوم من شأنها أن تُدشّن مرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية كما في النظام العربي.
زفّ وزير الطاقة اللبناني وليد فيّاض الخبر الذي تنتظره صناعة النفط العالمية، بتمديد مهلة تقديم الطلبات لدورة التراخيص الثانية في المياه البحرية اللبنانية حتى مطلع تشرين الأول/أكتوبر المقبل. ومع أنه لم يكشف عن سبب عدم تقدم أي شركة للمشاركة في هذه الدورة برغم التمديد المتكرر منذ إطلاقها في العام 2019. لكنه "كشف" عن "وجود أمور لا يمكن الكشف عنها، تبشّر بالخير"!
كان لبنان ولا يزال بصيغته الطائفيّة السياسيّة، شديد التأثّر بالمعادلة العربيّة والإقليميّة من حوله، بحيث أن كل تبدّل في ميزان القوى الداخلي يكون مرتبطاً بتحوّل موازٍ في ميزان القوى الإقليمي الشامل، خصوصاً عندما يتبدى هذا التحوّل بمقياس التوافق السعودي - الإيراني والتطبيع العربي مع دمشق مؤخراً.
يستعرض الكاتب "الإسرائيلي" رونين بيرغمان في هذا الفصل من كتابه "انهض واقتل أولاً" التقييم "الإسرائيلي" لمرحلة ما بعد عملية اغتيال القيادي الكبير في حزب الله عماد مغنية في شباط/فبراير 2008، ولا سيما طرح بعض الرؤوس "الإسرائيلية" الحامية فكرة اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، غير أن رئيس الحكومة حينذاك إيهود أولمرت رفض الفكرة، لينتقل النقاش إلى خطة اغتيال الجنرال السوري محمد سليمان.
"قل لهم لو كنت يهودياً لربما ولعلى الأرجح كنت مثلكم افتراضاً، ولكنني فلسطيني بالانتماء فهل تستطيعون أن تكونوا فلسطينيين مثلي. هل تفهمون تاريخي الحديث المكتوب بالدماء" (من كتاب "لو كنتُ يهودياً" لنصري الصايغ).
على وقع أحداث روسيا، وربمّا السودان أيضاً ودولٍ أخرى حول العالم، عاد الحديث عمّا تعنيه الدولة وجيشها من حيث احتكار العنف الشرعي. والحديث عن مصير ميليشيات خاصّة أو قوى محليّة ظهرت بدعمٍ محليّ أو خارجيّ تحاول في مرحلةٍ ما الانقضاض على السلطة المركزيّة أو خلق كيانٍ انفصاليّ.