
في أواسط الثمانينيّات، كان لبنان، كما اليوم، يرشح أزمات وويلات على كلّ الصُعد. وفي هذه الأجواء، دُعي المغنّي المصري الشهير عمرو دياب لإحياء حفلٍ في بيروت. حقّق الحفل نجاحاً باهراً. وعاد "الهضبة" (كما يُلقَّب) إلى القاهرة، بمئات آلاف الجنيهات.
في أواسط الثمانينيّات، كان لبنان، كما اليوم، يرشح أزمات وويلات على كلّ الصُعد. وفي هذه الأجواء، دُعي المغنّي المصري الشهير عمرو دياب لإحياء حفلٍ في بيروت. حقّق الحفل نجاحاً باهراً. وعاد "الهضبة" (كما يُلقَّب) إلى القاهرة، بمئات آلاف الجنيهات.
تنشغل الأوساط السياسية والمالية والمصرفية في لبنان، منذ ليل أمس (الخميس)، بخبر بثته وكالة بلومبيرغ الاقتصادية العالمية توقع صدور عقوبات أميركية ضد حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة. والقليل القليل شغل باله بالتدقيق في دقة التسريبة إياها.
هي مدينة يحتفي أهلها بقدرتها على النهوض سبع مرات من تحت الركام. وكأن البطولة تكمن في السعي إلى الموت على أمل قيامة لا بد آتية. قدرة على تقبل الموت كقدر لا فرار منه، معزيًا نفسك بأن تلك المدينة أقوى من الموت.
ليست المبادرة التي أطلقها البطريرك بشارة الراعي حول حياد لبنان، وليدة اللحظة اللبنانية المعقدة، إنما هي وجه من وجوه المسار التقليدي للإحتدام الأهلي، وبعبارة أخرى، كلما غابت السياسة عن المشهد العام تبرز دعوات الحياد كطرح تعبيري عن حالة الإنسداد، ومن دون أن يأخذ الحياد مجراه نحو قناعة لبنانية عامة، أو يلقى آذانا مفتوحة على المستوى الدولي.
يقدم الباحثان في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أورانا مزراحي ويورام شفايتسر، في دراسة نشرتها "مباط عال"، قراءة في تدرج جهوزية حزب الله في مواجهة إسرائيل، وصولاً إلى إقتراح "سياسات لبنانية" على "القيادة السياسية الإسرائيلية"!
في إنتخابات رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية يوم السبت في 27 شباط/ فبراير 2021، تمكنت أحزاب السلطة في لبنان من الفوز على لائحة المستقلين.
أما وقد بلغ الدولار الأميركي سقف العشرة آلاف ليرة لبنانية، وهو رقم قابل للإرتفاع أكثر، في ظل الإنسداد السياسي ـ الإقتصادي ـ المالي، فإن المشهد اللبناني لن يكون إلا أكثر قتامةً وسواداً في الأسابيع والأشهر المقبلة، لأسباب محلية وخارجية. لماذا؟
إنتقل التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان من الحيز الفني إلى الفخ السياسي منذ لحظة إقرار البرلمان اللبناني القانون رقم 200 بتاريخ 29 كانون الأول/ ديسمبر 2020، القاضي بتعليق العمل بقانون السرية المصرفية لمدة عام، لزوم التدقيق، في البنك المركزي، وبالتوازي، في كل إدارات ومؤسسات الدولة اللبنانية!
البطريرك بشارة الراعي لم يراع الحقائق البينة والمؤلمة. أخذ لبنان إلى المستحيل الدولي. نفخ الأزمة من حيث يحلم، لا من حيث يجب. معه، بدا لبنان الواقعي ماض إلى مستقبل خرافي.
لم يكن مفاجئاً، لا بل كان متوقعاً، أن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة فى الشرق الأوسط وبالأخص فى «الملف» الأمريكى الأهم، لانعكاساته الإقليمية المتعددة، وهو الملف الإيرانى، لن تأتى كاستمرار لسياسة إدارة ترامب التي قامت على المواجهة والتصعيد خاصة على مستوى الخطاب، دون أن تأتى بالنتائج التى تمناها أو انتظرها المؤيدون لتلك السياسة، «سياسة الضغوطات القصوى».