ذات تشرين، في مستشفى الرسول الأعظم ببيروت، وضعت زوجتي مولودها الأول. قرّرت الطبيبة تقديم موعد ولادتها، فركبتُ طيّارة وراء طيارة لأصل إليها لحظة الولادة تماماً. في رواق ذلك البهو، وجدتُ أمّها في حالة من البهجة لا يُشوّشها ترقبٌ ولا انتظار.
ذات تشرين، في مستشفى الرسول الأعظم ببيروت، وضعت زوجتي مولودها الأول. قرّرت الطبيبة تقديم موعد ولادتها، فركبتُ طيّارة وراء طيارة لأصل إليها لحظة الولادة تماماً. في رواق ذلك البهو، وجدتُ أمّها في حالة من البهجة لا يُشوّشها ترقبٌ ولا انتظار.
في قلب رواية حسّان الزين عن طانيوس شاهين، لا يعود الأمر إلى استعادة شخصيّةٍ "تاريخيّةٍ" خرجت من الكتب المدرسيّة لتطلّ علينا في صيغةٍ روائيّةٍ جذّابةٍ فحسب، بل إلى إجراء "تشريحٍ أنثروبولوجيٍّ" للّبنانيّ المقهور، عبر نموذج فلّاحٍ من كسروان في منتصف القرن التّاسع عشر، حمله الناس على أكتافهم ثم أنزلته الهزيمة إلى عزلةٍ قاسيةٍ وسؤالٍ وجوديٍّ معلَّقٍ في الهواء: "ماذا فعلتُ لأستحقّ هذا"؟ والسّؤال، كما يوضح الزّين، لا يخصّ طانيوس وحده؛ إنه سؤال لبنان بأسره، سؤال شعبٍ وجد نفسه في قدرٍ لا يشبه أحلامه.
قارب اتفاق وقف الأعمال العدائية بين "إسرائيل" ولبنان إنهاء عامه الأول، وللمناسبة توجّهت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة إلى لبنان جينين هينيس بلاسخارت إلى نيويورك وقدّمت إلى مجلس الأمن الدولي إحاطتها حول تنفيذ الرقم 1701 مدى العام المنصرم. وكان لافتاً للانتباه في تقرير بلاسخارت إشادتها بالتقدم الذي أحرزته القوات المسلحة اللبنانية في معالجة مسألة السلاح خارج سلطة الدولة، "ولا سيما في منطقة جنوب نهر الليطاني" وإشارتها "إلى أن وجود الجيش الإسرائيلي شمال الخط الأزرق والنشاط العسكري الإسرائيلي المتكرّر في جميع أنحاء البلاد "يُشكّل انتهاكًا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه".
يمثّل إقرار قانون "إنشاء نظام التّقاعد والحماية الاجتماعيّة" في لبنان نقطة تحوّلٍ مفصليٍّة طال انتظارها لأكثر من ثلاثة عقودٍ، فهو يهدف إلى سدّ الفراغ الكبير الذي خلّفه نظام "تعويض نهاية الخدمة" القديم، الذي أثبت فشله في توفير شبكة أمانٍ حقيقيّةٍ للعمال عند بلوغهم سنّ الشّيخوخة، وبخاصةً بعد الانهيار الماليّ الأخير الذي أدّى إلى تآكل قيمة تلك التّعويضات المقطوعة. هذا القانون، من حيث المبدأ، يضع البلاد على مسار الانتقال الضّروريّ من نظام المكافأة التي تُدْفَعُ لمرةٍ واحدةٍ إلى نظام المعاش الدّوريّ المستدام الذي يوفّر دخلاً شهريّاً ثابتاً للمتقاعد.
تهدف هذه المقالة إلى كشف الدور الخطير الذي باتت تلعبه نقابات المهن الحرة في تعزيز الانقسام المذهبي والطائفي، وتحويلها من مؤسسات مهنية تهدف إلى الدفاع عن حقوق منتسبيها إلى أدوات سياسية بيد الأحزاب الطائفية. مقاربةٌ هدفها فتح نقاش جريء وإصلاحي يُفضي إلى إعادة النظر في ماهية ودور ووظيفة النقابات.
إنها لحظة محمد بن سلمان. فالرجل في زيارته الرسمية الأولى إلى البيت الأبيض منذ العام ٢٠١٨، كان وما يزال محطّ أنظار العالم. بالشكل وبالمضمون، يمكن القول إن الزيارة كانت ناجحة بامتياز. لكلّ تفصيل فيها معنى ورسالة، وكل محطة فيها وتصريح واتفاق يحتاج إلى مقال بحدّ ذاته لتقديم قراءة متأنية ودراستها في سياق العلاقات التاريخية السعودية - الأميركية.
في دراسة مطوّلة نشرها معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت، يُقدّم نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني السابق، الدكتور سعادة الشامي، شهادة سياسية – اقتصادية عن تجربة الحكم في واحدة من أحلك المراحل التي عرفها لبنان. يتأمّل الشامي، الاقتصادي الذي راكم أكثر من خمسة وثلاثين عامًا من الخبرة في مؤسسات دولية ولبنانية، في مسار إصلاحي حاول أن يشقّ طريقه وسط نظام طائفي صُمّم عمليًا لتعطيل التغيير.
حين جاءه الساعي إبراهيم الحلبي ليبلغه أن «الأستاذ» يريده ارتبك الفتى وداخله خوف عظيم، والتفت إلى شريكه في الغرفة وجيه رضوان فابتسم وهو يشير له ان تماسك وارفع رأسك... لكنه كان غارقاً في تساؤلات القلق: هل أخطأ في تصرف؟ هل قصر في التصحيح؟ هل تكشف خطأ فادح في الصفحات، في العناوين أو في الأسماء أو في النصوص؟
في ظلّ التحولات الإقليمية المتسارعة، ووسط تصاعد الأخطار التي تُهدّد الكيان اللبناني من الجنوب والشرق، عاد إلى الواجهة مجددًا النقاش حول موقع لبنان ودوره في الصراعات الإقليمية، سواء بأن يكون جزءاً من خطة الشرق الأوسط الجديد أو في موقع معارضتها والسعي لإسقاطها أو أن يكون ضد الإثنين معاً.
ليلة عيد الأضحى من العام 1994، اخترقت فرقة كوماندوس إسرائيلية عمق منطقة البقاع اللبناني لتختطف المسؤول في "حركة أمل الإسلامية" مصطفى الديراني، على خلفية اتهامه بالضلوع في قضية اختفاء الطيار الإسرائيلي رون آراد، الذي سقطت طائرته في جنوب لبنان، واختفى أثره منذ ذلك الحين.