
في حمأة المفاوضات بين المسؤولين اللبنانيين والوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين، يتداول سياسيون وإعلاميون وخبراء مصطلح "حقل قانا" إلى درجة ان بعضهم وضع معادلة "حقل قانا مقابل حقل كاريش"!
في حمأة المفاوضات بين المسؤولين اللبنانيين والوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين، يتداول سياسيون وإعلاميون وخبراء مصطلح "حقل قانا" إلى درجة ان بعضهم وضع معادلة "حقل قانا مقابل حقل كاريش"!
منذ زمن بعيد، لم أسمع مسؤولاً لبنانياً يتحدث بشغف وحب عن لبنان، كما سمعت رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي يتحدث عن لبنان وليس فقط عن عراقه.
في الطريق الى الوطن، يافطة ناطقة: احذر الألغام. مسموح ان تحلم قليلاً. مسموح ان تتفاءل يسيراً: "التغيير صعب". ويقال إنه مستحيل. فلبنان هو لبنان هذا. تاريخه: من سيء الى اسوأ.
هذه ليست المرة الأولى التى تعيش فيها أغلب البلدان العربية غير النفطية أزمات اقتصادية ومالية قاسية. إذ كانت قد شهدت الفترة التى تلت انهيار أسعار النفط فى 1985 إلى ما دون أسعار «الفورتين النفطيتين» فى 1973 (حرب أكتوبر) و1979 («الثورة» الإيرانية) تضخما فى الديون العامة وانهيارا فى أسعار الصرف، بل توقفت بعض الدول حينها، كسوريا، عن سداد ديونها الخارجية.
على جاري عادته، يفنّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خطاباته بمنهجية علمية مبنية على دراسات ومعلومات وحقائق يتولاها فريق حزبي وازن من الإختصاصيين، لا سيما الخطاب الأخير الذي لم يحتوِ على مقدمات ولا تشعب في مواضيعه، إنما كان مُخصصاً لموضوع واحد ألا وهو الثروة النفطية اللبنانية.
يأتي حدث في لبنان، فيطوي ما قبله، أما النتيجة، فتبقى صفرية. لا حكومة جديدة ستتألف قريباً ولا فخامة رئيس سيجبر خاطرنا، في الأشهر المقبلة، إلا إذا أتانا ما ليس في الحسبان، أما ترسيم الحدود البحرية، فسيبقى مجرد ارتجال بارتجال في غياب الإدارة والإرادة والمصلحة الوطنية.
كل الطرق إلى إحياء الإتفاق النووي في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، تبدو مقفلة حتى هذه اللحظة. إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشعر أنها إستنفدت ما في جعبتها من تنازلات، في حين أن إيران لم تعد واقعة تحت إلحاح الحاجة إلى رفع العقوبات الإقتصادية، بفضل التعاون الإستراتيجي مع الصين وروسيا.
على مرمى حجر من نهر النيل العظيم، التقينا مجموعة أصدقاء من أجيال مختلفة. الدبلوماسي المصري السابق الذي لم يغادر يوماً متعة الكتابة الدقيقة المتماسكة؛ الصحافي اللبناني جامع المتناقضات والأصدقاء، وثلة من رجال الأعمال من جنسيات عديدة، بينهم المثقف و"الثائر الجديد" و"الساداتي"، إضافة الى ناصري تقليدي جعل لنفسه مسافة من طاولة الحيرة والقلق. لم تستمر القطيعة الطوعية له حتى أقحمه أحدنا على انفراد في الحوار. بادره سائلاً ما إذا كان قد تغيّر جريان نهر النيل؟ فأجاب "النيل لم ولن يتغير.. العالم العربي يتغير".
صورة تقفز من ذاكرتي. تعود إلى الحرب الأهليّة. فأبتسم بحنينٍ، عندما أتذكّر عمّتي. ويحضرني جوّ المزاح الذي كان يسود في عائلتنا، حيال طبيعة سلوكها في بعض المواقف. منها، على سبيل المثال، "رصدها" لزيارات عبد الحليم خدّام نائب الرئيس السوري (آنذاك) إلى لبنان. فهي كانت "تضبط" ساعتها على مواقيت مجيئه ورحيله.
كعادته، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليرسم بسيفه الحدّ بين الجدّ واللعب.. ولعل الإسرائيلي يُدرك أكثر من غيره مضامين "الرسائل" و"جديتها" و"حدودها" وله في الوقائع، قريبها وبعيدها، ما يفيد.