
ما حصل منذ يوم السبت 6/6/2020 حتى يومنا هذا، في شوارع العاصمة اللبنانية، هو اكثر من جرس انذار. لكن الاخطر هو إستقالة السلطة السياسية من كل مسؤولياتها.
ما حصل منذ يوم السبت 6/6/2020 حتى يومنا هذا، في شوارع العاصمة اللبنانية، هو اكثر من جرس انذار. لكن الاخطر هو إستقالة السلطة السياسية من كل مسؤولياتها.
هذه محاولة من أجل تقديم سيرة سياسية للطوائف اللبنانية. دفع لبنانيون أغلى ما عندهم لكتابة سِيَر طوائفهم ومذاهبهم. إنقادوا إما بالغرائز أو بالعقائد أو بالمصالح أو بأسباب ومسميات أخرى. بعد سيرة "السنية السياسية" ثم "الأرثوذكسية السياسية"، تأتي سيرة "الشيعية السياسية".
المسألة ليست عابرة إنما بنيوية، وترتبط وثيقاً بالاجتماع اللبناني، بالمدرسة، بالتربية، بالمنزل، بالام المربية، بالكاهن والشيخ، بالمؤمن والملحد؛ المسألة ليست عابرة بالتأكيد، انما بنيوية في العمق.
عندما أقرت حكومة حسان دياب في جلستها الأخيرة، فرض ضريبة الخمسة آلاف ليرة لبنانية على كل صفيحة مازوت، ترك أحد الوزراء مقعده، وإقترب من دياب هامساً في أذنه عبارة دالة: "دولة الرئيس 20 سنتاً طيّروا حكومة سعد الحريري. خمسة آلاف ليرة بيحرقو البلد". رنّت العبارة في أذن دياب، فإقترح على الحكومة أن تبحث في جلسة لاحقة كيفية تنفيذ القرار!
بعد عمر مديد، وإثر مرض عضال عانى منه في السنوات الأخيرة، رحل المناضل الكبير محسن ابراهيم عن عمر يناهز الخامسة والثمانين.
منذ انطلاقة انتفاضة "17 تشرين 2019"، يدور سجال في "أروقة" الانتفاضة حول كيفية التعامل مع سلاح حزب الله. ارتفعت أصوات داعيةً للربط بين التحركات الشعبية ومطلب "نزع" السلاح، وقوبلت بأصوات تدعو إلى فصل الحركة الاحتجاجية بمضمونها الاقتصادي والاجتماعي عن هذه المسألة. بمعنى آخر، الاكتفاء بانتقاد دور وموقع حزب االله في المنظومة السياسية، من دون استهداف سلاحه.
كعادة كل الأشياء الجميلة في لبنان، يأتي دائماً من يشوّهها. مسار 17 تشرين الاول/أكتوبر 2019، إنطلق مع حملة إسقاط النظام الطائفي في العام 2011، وما يزال مستمراً حتى يومنا هذا، برغم محاولة تشويه مضمونه.
بينما كنتُ أوضِّب مكتبتي، وقع نظري على كتابٍ كان قد أهداني إيّاه رفيقٌ مغربي في الجامعة. "صديقنا الملك" هو عنوان الكتاب الذي يؤرِّخ لأربعة عقودٍ من حُكم الملك المغربي الراحل الحسن الثاني. فيه، فَضَح الصحافي الفرنسي Gilles Perrault (عام 1990) زيفَ الواجهة الديمقراطيّة الحديثة للمغرب، والتي كانت تخفي وراءها ديكتاتوريّةً وحشيّة لطاغيةٍ مصابٍ بجنون العظمة.
ولقد اخترت أن تغادرنا، يا ابا خالد، مع آخر لحظة ضوء في دنيانا.. عشية 5 حزيران/يونيو التي غدت بداية لتاريخنا- الضد!
مرة جديدة، شوهد ط.ح. يرتكب بحق وطنه، من خلال هذا النص النقدي، على مسافة أقل من سنة من 17 تشرين/أكتوبر.