
لكل عصر قضية كبرى، أو حدث جوهرى يبلور صورته فى التاريخ. كانت حرب السويس (1956) وسط تحديات دولية وإقليمية لا مثيل لخطورتها مدخل «جمال عبدالناصر» للتاريخ.
لكل عصر قضية كبرى، أو حدث جوهرى يبلور صورته فى التاريخ. كانت حرب السويس (1956) وسط تحديات دولية وإقليمية لا مثيل لخطورتها مدخل «جمال عبدالناصر» للتاريخ.
الأحلام الكبرى، التى أطلقتها يناير، ما زالت ماثلة فى المشهد العام تستعصى على أى إنكار. نعم، قد تنقضى الثورات دون أن تغادر أحلامها الوجدان العام.
أحدث غزو نابليون لمصر العام 1789 صدمة كبيرة لدى المصريين، وهي صدمة لها وجه إيجابي على الرغم من الأهداف الاستعمارية، فالحملة الفرنسية جلبت معها وسائل الحداثة وأظهرت البون الشاسع بين ما يعيشه العالم العربي والإسلامي، وما يعيشه الأوروبيون، الأمر الذي تبلور لاحقًا بسؤال التنمية.
عند اغتيال الرئيس الأسبق «أنور السادات» فى حادث المنصة الدموى يوم (6) أكتوبر/تشرين الأول (1981) بدا المشهد منذرا على المستويين الأمنى والسياسى ومستقبل البلد معلق على مجهول.
علمتنا الأيام، وما تزال تعلمنا، أن مسافة بعرض شعرة تفصل بين القيادة والهيمنة. تلقينا هذا الدرس كأطفال ومراهقين وشباب في حياتنا الخاصة، وتلقيناه كدارسين ومراقبين وممارسين للعلاقات بين الدول.
في العشرين من تشرين الأول/اكتوبر 2011 قُبض على “الرئيس“ الليبي السابق العقيد معمر القذافي وجرى قتله على الفور، وكان سبقه بخمسة أعوام إلى العالم الآخر إعداماً نظيره العراقي صدام حسين، وبالرغم من تشابه نظامي “الرئيسين“، قسوةً وعنفاً، واعتمادهما خطاباً “وحدوياً وقومياً وتحريرياً“ شبه موحد، فإن العلاقة بينهما طغت عليها الإتهامات المتبادلة ومحاولات كل طرف إطاحة الآخر وإسقاطه عن رأس نظامه.
«لم يقل لنا شيئا قبل أن يغادر المنزل لتسجيل خطاب التنحى فى كوبرى القبة يوم 9 يونيو/حزيران 1967. عاد للبيت قبل إذاعة الخطاب، ودخل غرفة النوم وقطع الاتصالات به. لم يستجب لأية نداءات وضغوط، معتقدا أنه المسئول الأول عما حدث، ولا بد أن يرحل.
على الرغم من مرور اثنين وخمسين عاما على وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، يستمر الجدال حول سيرته وسياسته منذ منعطف الثالث والعشرين من تموز/يوليو 1952 تاريخ إسقاط النظام الملكي في مصر، وانتهاء برحيله المفاجىء في الثامن والعشرين من أيلول/سبتمبر 1970، فيما الأسئلة اللبنانية المفتوحة على الحالة الناصرية تبقى على استفهاماتها: كيف كان ينظر عبد الناصر إلى لبنان؟
بتقادم السنين بهتت فى الذاكرة العامة المعانى الكبرى التى حاربت من أجلها مصر لست سنوات كاملة بين حربى «الاستنزاف» و«أكتوبر».
بقوة السلاح فى أكتوبر/تشرين الأول (١٩٧٣)، عبرت مصر قناة السويس، وكان يفترض أن تعبر أى مشاعر لحقت الهزيمة، لكنها تكرست. لماذا.. وكيف؟