تتعقد الأزمة السورية بسبب إندماج ثلاث ساحات من الصراعات على أرض سوريا: الصراع بين أطراف محلية؛ الصراع بين أطراف خارجية (إقليمية ودولية)؛ الصراع بين الإقليمي، الدولي والمحلي.
تتعقد الأزمة السورية بسبب إندماج ثلاث ساحات من الصراعات على أرض سوريا: الصراع بين أطراف محلية؛ الصراع بين أطراف خارجية (إقليمية ودولية)؛ الصراع بين الإقليمي، الدولي والمحلي.
كان تأجيل انتخابات مجالس الإدارة المحلية في منطقة الجزيرة السورية أمراً متوقعاً على الرغم من التأكيدات المسبقة بالإصرار على إجرائها رغماً عن التهديدات التركية والنصائح الأميركية، وهي آخر خطوة في مسار تجربة سياسية عسكرية اجتماعية خاصة بدأت بعد بدء الحرب في سوريا عام 2011 وتبلورت أولى أسسها عام 2014 بعد الإعلان عن قيام الإدارة الذاتية في كامل مناطق الشمال السوري الممتد من عفرين إلى أقصى المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا.
سمة التنظيمات الجهادية على أرض سوريا ـ وربما في ساحات أخرى ـ أنها فعلت بنفسها أكثر مما فعلت بها الدولة السورية، بسبب صراعاتها التي تختلط فيها العقيدة بالمصالح المادية بالعلاقات الإستخباراتية.. وخير مثال على ذلك سيرة العراقي ميسر الجبوري المعروف باسم "أبو ماريا القحطاني".
يُعتبر "معبر الحمران" بين ريف جرابلس وريف منبج على خط التماس الفاصل بين منطقتي سيطرة "قسد" من جهة ومنطقة سيطرة "الجيش الوطني" الموالي لتركيا من جهة ثانية، نموذجاً على أهمية المعابر الداخلية وأدوارها في تمرير المشاريع والحسابات المتصلة بالأزمة السورية، وأغلبها من خارج الحدود.
سنح المشهد السوري بأحداثه المتشعبة التي تفاعلت بقوة في الآونة الأخيرة وخصوصاً الاقتتال في دير الزور واحتجاجات السويداء، لأبي محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" والذي يُفضّل لقب "قائد المحرَّر" بفرصتين ذهبيتين سارع إلى اقتناصهما والإستثمار فيهما.
تقف "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) عند منعطف خطير في سيرتها الطويلة المفعمة بالتحولات والتبدلات.
يحمل تكرار الإحتكاكات الجوية بين مقاتلات روسية وطائرات مُسيّرة أميركية فوق سوريا، أكثر من مغزى، بعضه يتعلق بالوضع السوري، وبعضه الآخر يمتد إلى أوكرانيا والمواجهة الأوسع بين واشنطن وموسكو.
تمكّن وسيم نصر، وهو صحافي في قناة "فرانس 24" من زيارة محافظة إدلب السورية، آخر المعاقل العصية على الدولة السورية، وذلك في شهر مايو/أيار 2023. وهذه سابقة لصحافي من قناة تلفزيونية فرنسية، حيث سُنح له بالتجول وملاقاة قيادات جماعة "هيئة تحرير الشام" وزيارة عدد من المدن والقرى، لا سيما المسيحية منها، وهذا أبرز ما تضمنه التقرير الذي أعده نصر لموقع "أوريان 21".
لقد أحدث تسارع خطوات، تبدو "تصالحيّة"، بين السلطات التركيّة والسوريّة بلبلةً كبيرة غير مفاجئة في الأوساط السوريّة. بلبلةٌ لدى كافّة الأطراف الشعبيّة، كلٌّهم له أسبابه المختلفة، مما قد تعنيه هكذا "مصالحة" على مستقبلهم، وقلقٌ يتعاظم في أوساط الفصائل "المعارضة" في الشمال الغربي وكذلك لدى "قوّات سوريا الديموقراطيّة" (قسد) التي تهيمن على الشمال الشرقي.
أثارت سهولة سيطرة حركة "هيئة تحرير الشام" على منطقة عفرين، مجموعة من التساؤلات عن أسباب الهجوم، والسهولة البالغة التي استطاعت فيها أن تسيطر على منطقة جبلية صمدت أكثر 40 يوماً في وجه الاحتلال التركي، على أيدي مقاتلي وحدات حماية الشعب، الأقل عدداً وتجهيزاً من الجيش الوطني، الذي تدعمه تركيا والولايات المتحدة! فما الذي يحدث هناك؟