جاءت الذكرى الأولى لمأساة انفجار مرفأ بيروت والجريمة التى ارتكبت بحق الوطن لتؤكد لزوم العمل على كشف الحقيقة الكاملة ومحاسبة المسئولين عن هذه الجريمة.
جاءت الذكرى الأولى لمأساة انفجار مرفأ بيروت والجريمة التى ارتكبت بحق الوطن لتؤكد لزوم العمل على كشف الحقيقة الكاملة ومحاسبة المسئولين عن هذه الجريمة.
لم يأتِ خطاب الذكرى الـ 15 لحرب تموز/يوليو 2006، إلا إنعكاساً للواقع اللبناني الصعب، وبالمقابل، تضمن رسالة تحذير واضحة المعالم إلى إسرائيل بأن هذا الإستعصاء اللبناني لن يغير حرفاً واحداً من حروف توازنات الردع وقواعد الإشتباك التي أرسيت طوال 15 عاماً.
ما هي نتائج "المؤتمر الدولي الثالث لدعم الشعب اللبناني" الذي دعت إليه فرنسا ورعته الأمم المتحدة، وما هي أبعاده؟ وما هي توجهات المجتمع الدولي حيال لبنان في المرحلة المقبلة؟
هي جريمة العصر، لكن لا تستطيع هذه الحكومة، أو أي حكومة أخرى، أن تتعاطى مع انفجار 4 آب/أغسطس على أنه جريمة، سواء كانت حاصلة عن إهمال مقصود أو غير مقصود، وسواء كانت متعمدة أم لا.
من دون مقدمات، وبلا تدبيج، ورغم منزلق نظرية المؤامرة، هل كانت شحنة النترات أمونيوم التي فجرت بيروت وأحدثت أكبر نكبة في تاريخها منذ زلزال القرن السادس، معدة منذ البداية، لتظل في لبنان؟ هذا ما على تحقيق مستقل شفاف أن يوضح اسبابه ويجلو أسراره والألغاز.
بإنتظار الكلمة الفصل للتحقيقات التي تتولاها اللجنة الادارية التي شكلتها الحكومة اللبنانية، فان المتداول أن ما حدث في مرفأ بيروت في 4 آب 2020 سببه انفجار 2750 طناً من نترات الأمونيوم تم تفريغها من سفينة "روزوس" في أيلول/سبتمبر 2014.
ليس لبيروت تاريخ ولادة، هي قبل التاريخ، كما هي حال المدن الكنعانية الممتدة على الساحل الفينيقي من ما قبل رأس شمرة في سوريا الحديثة إلى سواحل البحر الأحمر، وقيل إن دورة الحياة بموتها وانبعاثها من جديد، أكثر ما تنطبق على بيروت، فبعد كل موت حياة حضارية صاخبة، كأن المقصود أن طائر الفينيق الذي يُبعث من رماده، هو بيروت بالذات.
جرت العادة أن يكون الزمن خير أنيس للمفجوعين. يطوي سنة بعد سنة شيئاً من وجعهم. وجع أحبة فقدوهم. لكن مع بيروت، لا يبدو أن هذه العادة ستتكرر. يقولون إننا "نستذكر الرابع من آب"، لكن مَن قال لهم أصلاً إننا سننسى؟
عام مر، وضحايا 4 آب/أغسطس ما زال حقهم ضائعاً. كل من استشهد ومن تشظى. كل من فقد عزيزاً، رزقاً أو بيتاً. كل من أضاع وطناً ومدينة ومرفأ. الكل ما زال ينتظر، على أمل ألا يضيع الأمل في دهاليز الانتظار.
لم يعتقد أحد للحظة أنه بعد مرور سّنة على انفجار مرفأ بيروت، سيكون النقاش عالقاً في مربع كميّة مادة نيترات الأمونيوم التي انفجرت وهل حقًا لم تنفجر كلّ الكميّة التي أنزلت في المرفأ؟ وإن لم تنفجر.. أين هي، وهل كانت موجودة أصلًا؟.