
ما الجديد في هذا العنوان؟ ألم يُلقِ العالم بنفسه في أحضان أمريكا منذ اقتراب نهاية الحرب العالمية الأولى وانعقاد مؤتمر فرساي وصدور إعلان الرئيس وودرو ويلسون بنقاطه الأربع عشرة؟
ما الجديد في هذا العنوان؟ ألم يُلقِ العالم بنفسه في أحضان أمريكا منذ اقتراب نهاية الحرب العالمية الأولى وانعقاد مؤتمر فرساي وصدور إعلان الرئيس وودرو ويلسون بنقاطه الأربع عشرة؟
في محاولة للدفع نحو عالم متعدد الأقطاب وإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية والأمنية، عقدت منظمة "سيكا" مؤخراً مؤتمر "التفاعل وبناء الثقة في آسيا" بالعاصمة الكازاخية آستانة. وتتألف منظمة "سيكا" من 27 دولة كأعضاء دائمين.
الحرب في أوكرانيا لها انعكاسات عديدة، حتى ان بعض العلماء والباحثين في مجالات متعددة يرون في الحرب الروسية الأوكرانية التي أطلقها فلاديمير بوتين تحولاً تاريخياً له إنعكاساته على كافة مرافق حياة الكرة الأرضية ولعقود من الزمن.
كل إمبراطورية تُشكّل نظاماً عالمياً، وإن لم يشمل كل الكرة الأرضية. تسقط الإمبراطورية بعوامل داخلية وإن أثقلتها الأعباء الخارجية. هي في الأصل صارت إمبراطورية لأن بلداً ما يحكم البلاد الأخرى، ويفرض نفسه بالقوة. هو يحكم غيره لأنه أقوى من غيره.
في صلب التحولات الاستراتيجية التي تحيط بالنظام العالمي والتوازنات الدولية، أتت قمة منظمة شنغهاي للتعاون الأخيرة في مدينة سمرقند الأوزبكية، لتؤكد على توجه روسيا والصين نحو جعل النظام الدولي متعدد الأقطاب.
تحركت القافلة متثاقلة على الدرب الموصل للقمة. تحركت تحمل أثقالاً لم تعهد مثيلاً لها في الذاكرة العربية قافلة أخرى عربية أو شرق أوسطية. قرأت حصراً مبكراً لأثقالها لأتفاجأ بخلوه من بند المصير في وقت لا توجد فيه أمة من الأمم على وجه الأرض غير منشغلة بقضية المصير. سكان وحكام جزر سولومون في المحيط الهادي منشغلون بها، وسكان وحكام جزر المالديف في المحيط الهندي أيضا منشغلون، وسكان وحكام أمريكا الجنوبية كذلك منشغلون بالمصير. أيضاً سكان وحكام دول في حجم أو نفوذ القوى الكبيرة مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا. بل أن كيانين بحجم القارات وهما أستراليا وأوروبا لا يخفيان قلق سكانهما وحكامهما على مصيريهما.
عالمنا يتغير. عبارة سحرية يتداولها معظم المهتمين بقضايا هذا العالم وقواعده ومنظماته التي اٌنشئت بعد الحرب العالمية الثانية لتنظيم العلاقات الدولية ولا سيما منظمة الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عام 1945 بهدف الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وذلك غداة مأساة نووية أصابت مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين.
يُجادل الكثيرون في الحيثيات التي تحكمت بالسياسة التي تبناها آخر الزعماء السوفيات ميخائيل غورباتشوف، وقادت إلى إنهيار الإتحاد السوفياتي الذي كان إمبراطورية مترامية الأطراف فرضت على الولايات المتحدة الثنائية القطبية على مدى 75 عاماً.
فى مصطلحات العلاقات الدولية والعلوم السياسية إذا ما تمكنت عدة دول أو فاعلون سياسيون من السيطرة على المسرح الدولى من حيث امتلاك القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية وما يستتبعه ذلك من التأثير الثقافى والإعلامى على الشعوب وفرض الأولويات الاقتصادية والسياسية على أجندة المؤسسات الدولية فإن النظام الدولى يطلق عليه نظام «متعدد الأقطاب»، أما إذا كان المسيطر دولتين فقط فيطلق على النظام الدولى «ثنائى القطبية»، وأخيرا فإنه وفى حالة وجود دولة واحدة عظمى مسيطرة فإن النظام يطلق عليه نظام «أحادى القطبية».
مضى عام على الإنسحاب العسكري الأميركي الفوضوي من أفغانستان، وعلى العودة الثانية لحركة "طالبان" إلى السلطة، فكيف ساهم الحدث الأفغاني في صياغة التوازنات الدولية والإقليمية؟ وهل أفغانستان التي كانت منطلقاً لهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، لم تعد تشكل خطراً على الأمن القومي الأميركي وهل قطعت الحركة الأفغانية المتشددة التي تسعى إلى إعتراف العالم بنظامها، علاقاتها مع التنظيمات الجهادية فعلاً؟