الإشارات والتسريبات تتواتر عن اختراق كبير في «مباحثات فيينا» لإعادة إحياء الاتفاق النووي بكامل نصوصه والتزاماته ورفع العقوبات الأمريكية عن إيران.
الإشارات والتسريبات تتواتر عن اختراق كبير في «مباحثات فيينا» لإعادة إحياء الاتفاق النووي بكامل نصوصه والتزاماته ورفع العقوبات الأمريكية عن إيران.
تحمل الأنباء الواردة من طهران، معطيات إيجابية حول محادثات فيينا الهادفة إلى إحياء الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1، برغم صعوبة المفاوضات التي لا تتيح توقعًا عاجلًا وسهلًا يعيد الحياة إلى الإتفاق المجهض في أيار/مايو 2018، بل إن التقديرات تتقاطع عند منعطف استمرار المفاوضات إلى ما بعد الإنتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران/يونيو المقبل.
تستأنف مفاوضات فيينا غير المباشرة، غدا (الثلاثاء)، بين إيران والولايات المتحدة، في ظل إنطباع متبادل بين الجانبين بصعوبة التوصل إلى إتفاق قبيل الإنتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في منتصف حزيران/ يونيو المقبل، وهو أمر يبدو أن الطرفين يدفعان بإتجاهه.
كتب المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي تقريراً تضمن معلومات مفادها أن إسرائيل تتصرف على أساس أن واشنطن ستعود خلال أسابيع إلى الإتفاق النووي الأصلي المؤقت، وأنها تسعى إلى تحسين شروطها في أي إتفاق مستقبلي جديد. بالمقابل، طلبت واشنطن من تل أبيب "أقصى حد من ضبط النفس".
قبل دخوله الى البيت الأبيض وبعده، لا يخفي جو بايدن رغبته في العودة الى الإتفاق النووي مع ايران. بالمقابل، لا تخفي تل أبيب "حربها" ضد الإتفاق، حتى لو أضرّ ذلك بالعلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية!
يشير تريتا فارسي، الباحث الإيراني المولد، والسويدي الجنسية ومؤسس "المجلس الوطني الإيراني الأميركي"، ونائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي في مقاله بمجلة "فورين أفيرز" (foreignaffairs) إلى أن المشكلة الإقليمية الحقيقية مع صفقة إيران، هي في أن بعض اللاعبين يفضلون بقاء واشنطن وطهران على خلاف.
الإدارة الأميركية تحاول "إعادة إيران إلى الصندوق". هذه وظيفة محادثات فيينا والهدف هو العودة إلى الإتفاق النووي، للتفرغ لمواجهة الصين. غير أن بنيامين نتنياهو يملك "أجندة مختلفة". الباحث الإسرائيلي في "معهد هرتسليا للسياسات والإستراتيجيا" أودي أفينتال يقدم "نظرة سياسية ـ أمنية" على الشكل الآتي:
لإسرائيل "مصلحة في التصعيد"، حسب المحلل السياسي في "هآرتس" ألون بانكس. مسار يشي "بإحتمال إحتكاك سياسي مع الولايات المتحدة"، ربطاً بمحادثات فيينا، حسب بانكس. هذا المقال نُشِر قبيل ساعات من إستهداف سفينة إسرائيلية بالقرب من ميناء الفجيرة في سواحل الإمارات. ماذا تضمن المقال؟
قبيل أيام من الجولة الثالثة من إجتماعات فيينا، حصل تطوران بارزان، أولهما إستهداف موقع نطنز النووي في إيران والثاني قرار صادر عن الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على ثمانية مسؤولين أمنيين إيرانيين لدورهم في الرد العنيف على تظاهرات تشرين الثاني/نوفمبر 2019. قراران لا يصبّان في مصلحة إنجاح مسار العودة إلى الإتفاق النووي!
أقفل المجتمعون في فيينا عائدين إلى بلدانهم. انتهت ما يمكن وصفها بالجولة الأولى من محادثات استعادة المبادرة للاتفاق النووي.