
في تسعينيات القرن الماضي، فتحت أمريكا ذراعيها للصين ولكن بحلول عام 2025، تغيّر المزاج تمامًا. فما الذي حدث خلال ثلاثين عامًا فقط؟ الإجابة في جملة واحدة: الصين تريد أن تصبح أمريكا، لكن أمريكا تريد أن تبقى الصين… كما هي، إلى الأبد.
في تسعينيات القرن الماضي، فتحت أمريكا ذراعيها للصين ولكن بحلول عام 2025، تغيّر المزاج تمامًا. فما الذي حدث خلال ثلاثين عامًا فقط؟ الإجابة في جملة واحدة: الصين تريد أن تصبح أمريكا، لكن أمريكا تريد أن تبقى الصين… كما هي، إلى الأبد.
لم يكن سؤال الدور الصينى ومستقبله فى بنية النظام الدولى جديدا، أو مستجدا. إنه سؤال ضاغط بقدر وطأة افتقاد التوازن فى العلاقات الدولية. يطرح نفسه من وقت لآخر كلما طرأ تطور جوهرى، أو رمزى، يومئ إلى تحول ما محتمل فى العلاقات الدولية. السؤال طرح نفسه مجددًا بإلحاح ظاهر إثر استعراض القوة العسكرية الصينية فى قلب أشهر ميادين العاصمة بكين «تيان آن مين».
في 20 كانون الثاني/يناير 2025، بدأ دونالد ترامب ولايته الثانية بخطاب حمل وعودًا بمراجعة شاملة للعلاقات التجارية مع الصين، لكن دون فرض رسوم فورية. كان ذلك الهدوء أشبه بالسكينة التي تسبق العاصفة.
في تموز/يوليو المنصرم، واجهت الحكومة الأميركية عجزاً قدره 300 مليار دولار، في شهر واحد. أعلنت وزارة الخزانة أنها ستقترض تريليون دولار لثلاثة اشهر من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول المقبل. بهذه الوتيرة، تتجه أميركا نحو عجز سنوي قدره 4 تريليونات دولار، مما يمثل عجزاً بنسبة 13% في اقتصاد بقيمة 30 تريليون دولار.
الحرب التجارية الضارية بين الولايات المتحدة والصين، هي رأس جبل الجليد من صراع أعمق بين أقوى اقتصادين في العالم. إنها معركة السيادة بامتياز على القرن الحادي والعشرين مغلفة بعناوين الرسوم الجمركية، من دون ضمان عدم انزلاقها إلى ما هو أبعد من تبادل الزيادات الفلكية في التعريفات على الواردات من هذا البلد أو ذاك.
الضرورة الوطنية جعلت الاعتماد على الذات بمثابة معركة تنموية جديدة لا بد من خوضها. فكرة الصين في اعتمادها على ذاتها هي ليست مجرد فكرة نشأت في الحاضر إنما لها جذورها في الماضي وغصونها في المستقبل؛ هي فكرة استخلصتها الصين على مر تاريخ طويل، فالوصول إلى هذا الحاضر المتقدم ما كان ليتم لولا ألم الماضي.
ينعقد حالياً في بكين المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي الصيني وسط إهتمام كبير.. ولهذا الإهتمام ما يبرره.