
أنا طفلُ التحرير، وُلدتُ على صوتِ الوعدِ بالأرض الحرة، لا على صفيرِ الرصاصِ الفارغ. وُلدتُ في حضنِ أرضٍ تنزف، لكنّها لم تُهزم، وفي قلبِ أمٍّ كانت ترتجف، لكنها لم تنكسر.
أنا طفلُ التحرير، وُلدتُ على صوتِ الوعدِ بالأرض الحرة، لا على صفيرِ الرصاصِ الفارغ. وُلدتُ في حضنِ أرضٍ تنزف، لكنّها لم تُهزم، وفي قلبِ أمٍّ كانت ترتجف، لكنها لم تنكسر.
أما وقد ودّعنا سيد المقاومة الكبير الشهيد حسن نصرالله ورفيق دربه الشهيد السيد هاشم صفي الدين، آن لنا أن نكون جزءاً من ورشة مراجعة شاملة، على قاعدة أن المعركة التي خضناها من لحظة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 هي محطة في حربنا الطويلة مع الكيان الإحلالي العنصري التوسعي.
العروبةُ ليست هويتنا. العروبةُ هي وجودنا. كل فرد أو مجتمع متعدد الهويات، لكن وجودنا واحدٌ؛ وإن لم يتبلوّر في وحدة سياسية؛ وهي لا بدّ آتية. وما تُسمى الوحدة الشعبية، أو وحدة الشعوب، ليست مطلباً لأنها متحققةٌ فعلاً، كما ثبت في ثورة 2011 العربية، حين كان نبض القلب والضمير لكل عربي واحداً.
حسب المادة 64 من الدستور اللبناني، يتوجب "على الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة ثلاثين يوماً من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها". ويكتسب البيان الوزاري شرعيته وقوته القانونية بمجرد إقراره ومنح الحكومة الثقة بأغلبية عادية وفقاً للنظام الأكثري في البرلمان اللبناني.
في لبنان ثمة حقيقة أثبتتها التجارب: لا يمكن لأي فريق أو طائفة إلغاء فريق أو طائفة أخرى سياسياً. هذه مسلّمةٌ لم تكرّسها فقط التجارب والتسويات والاتفاقيات الداخلية والخارجية، بل تكرّست، وبشكل مؤسف في محطات عدة، من خلال أحداث أمنية وقعت في فخّها معظم المجموعات والأحزاب السياسية، وكادت أن تغرق البلد في كثير من الأحيان في دوّامة جديدة من الحروب الأهلية المتنقّلة، وذلك كلّما توهّم فريق بأنه يستطيع فرض أجندته السياسية على الآخرين، أحزاباً أم مكونات طائفية.
يستعرض الكاتبان سارة إي. باركنسون وجونا شولهوفر-فول في مقالة مشتركة في "فورين أفيرز" تاريخ التعامل الإسرائيلي مع حركات المقاومة في لبنان منذ العام 1982، وكيف ارتدت النتائج دائماً بشكل عكسي، وبدل أن تقطع رؤوس حركات المقاومة، كانت النتيجة تصعيد المواجهات وتوسع حركات المقاومة بمسميات جديدة.
هي لحظاتٌ مصيريّة يمرّ بها وطننا لبنان عمومًا، والطائفة الشيعيّة تحديدًا، ومنها يطفو ألف سؤال وسؤال. عن ما سُمي جبهة الإسناد بداية (وجب تسميتها منذ اللحظة الأولى جبهة الدّفاع عن لبنان أولًا وقبل أيّ شيء آخر)، عن مآلات الحرب، عن القدرة على الإحتمال والصمود، والأثمان التي بُذلت والتي لم تُبذل بعد.
يُشاهد العالم، وعلى الهواء مباشرة، أبشع مجزرة تُرتكب بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني. هي "محرقة" ترتكبها عصابات "الهاغانا" و"البلاك وتر"، مدعومتان بإمبرياليات أوروبية وأميركية، امتهنت القتل منذ الولادة.
لم يتخلَ المقاومون عن قضيتهم، ولن يتخلوا عنها، ليس لأنهم سوداويون وحاقدون أو راغبون بالحرب من أجل الحرب، وإنما لأن إسرائيل قوة احتلال واستيطان وسيطرة وعدوان، ولا تدع مجالاً لهم للنسيان، وتُذكّرهم في كل يوم وكل لحظة بأنهم شعب تحت التهديد، بل موضوع اعتداء وتدمير وإبادة بيولوجية ومادية ورمزية، كلما وجد الإسرائيلي فرصة أو حاجة لذلك.
نحن في خضم حرب حقيقية ولو كان حزب الله يُصرّ على إدراجها في خانة مساندة غزة ومؤخراً أضاف إليها عنوان "الدفاع عن لبنان وشعبه". ما يجري منذ حوالي العشرة أيام على أرض لبنان يشي بما تُضمره إسرائيل للبنان منذ الدقيقة الأولى لانتهاء حرب تموز/يوليو 2006، وهو ما كان يجعلها تعتقد لسنوات طويلة أن جبهة غزة ثانوية.. وأن الحرب الأساس هي تلك التي لا بد منها في ما تُسمى "الجبهة الشمالية".