روسيا تصمد إقتصادياً وتتعثر ميدانياً. تلك هي المفارقة الكبرى في الحرب الأوكرانية. وكان هذا أحد العوامل الحاسمة التي جعلت القوى الغربية تسارع إلى إحداث نقلة نوعية في إمدادات الأسلحة لكييف والتحول عن "عقيدة الجافلين" إلى مدافع "الهاوتزر".
روسيا تصمد إقتصادياً وتتعثر ميدانياً. تلك هي المفارقة الكبرى في الحرب الأوكرانية. وكان هذا أحد العوامل الحاسمة التي جعلت القوى الغربية تسارع إلى إحداث نقلة نوعية في إمدادات الأسلحة لكييف والتحول عن "عقيدة الجافلين" إلى مدافع "الهاوتزر".
الحرب الروسية - الأوكرانية باتت خارج التوقعات وتمضي في ديناميكية متدحرجة نحو أوسع مواجهة جيوسياسية بين روسيا والغرب منذ سقوط الإتحاد السوفياتي. الولايات المتحدة تقترب خطوة خطوة من إحتمال التورط المباشر، والكرملين يعد العدة لحربٍ طويلة لا يكون فيها الإستنزاف من طرف واحد.
في ضوء الأحداث الجارية في أوكرانيا، قررت صحيفة "Monthly Review" الإلكترونية نشر ملاحظات محرريها وتقييماتهم للتطورات الجارية والمرتقبة، ووضعها في متناول القراء مع إصدار عددها الجديد لشهر نيسان/أبريل الحالي.
يأتي تزايد الخسائر العسكرية الروسية في أوكرانيا، ربطاً بتعزيز الغرب ولا سيما الولايات المتحدة المساعدات العسكرية لكييف. وهذه مسألة لا يستهان بها وقد تدفع إلى صدام مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، عند أدنى خطأ في الحسابات، مما ينقل المواجهة إلى حرب عالمية فعلية وليس بالواسطة.
كانت منطقة الشرق الأوسط تعتبر قلب الصراع الدولى بسبب أهميتها الكبرى فى الجغرافيا السياسية وكذلك فى الجغرافيا الاقتصادية. وبدأت منطقة المحيطين (الهندى الهادئ) «بسرقة» الأولوية أو مركز الصدارة من الشرق الأوسط فى السنوات القليلة الأخيرة.
خلطت "بوتشا" الأرض والمفاوضات، وأعادت تزخيم العقوبات الغربية، وبدت أوكرانيا وكأنها تمسك بالزمام عقب الإنسحاب الروسي من محيط كييف وتشرينهيف، وتراجعت عن ورقة إسطنبول التي أقرت فيها بوضعية الحياد وبالتفاوض على مسألتي القرم والدونباس لمدة 15 عاماً، في إقرار مقنع بالتنازل بطريقة أو بأخرى.
عندما ضمّت روسيا جزيرة القرم سنة 2014، لم يتوانَ المعارضان البارزان لفلاديمير بوتين أليكس نافالني وبوريس نيمتسوف (الليبراليان اللذان حظيا بدعم الغرب) عن تأييد "روسيّة" القرم من دون الإشادة ببوتين. بل إنّهما هتفا مع متظاهرين أطلقوا على أنفسهم "السلاف الأنقياء"(عرقياً): "القرم لنا". القصة أكبر من بوتين وأعقد من زيلنسكي. إنّها تاريخٌ قديمٌ يعتقد باستقلاله الأخلاقي والثقافي والحضاري والخلاصي عن الغرب.
يُسَلّطُ في كل دقيقة ما يكفي ويفيض من بقع الضوء على أبرز جوانب الحرب الروسية - الأوكرانية، وعلى رأسها شخصية الرئيس الروسي فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين. هدف هذه السطور هو تسليط بقع ضوء على كواليس لا يُلتفت إلى تفاصيلها ومدلولاتها في خضم الأحداث المتسارعة هناك.
لم تكن الأزمات التي واجهت جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق منذ إنهياره قبل ثلاثة عقود تحظى بإهتمام الرأي العام العالمي كما هو الحال في يومنا هذا مع أزمة أوكرانيا المفتوحة على مصراعيها والتي تحمل في طياتها بذور نظام عالمي جديد قيد التبلور. هذه مقالة تتوغل في بعض التاريخ والحاضر وتحاول إستشراف المستقبل.
المفاوضات تسير والحرب مستمرة. هكذا يمكن اختزال نتائج القمة الباريسية التي جمعت أطراف "مسار النورماندي" لحل الأزمة الأوكرانية. جلس فلاديمير بوتين مع فولوديمير زيلينسكي وجهاً لوجه، للمرة الأولى منذ انتخاب الأخيررئيساً لأوكرانيا العام الماضي، لكنّ البيان الختامي اكتفى بالخطوات الإجرائية المنصوص عليها في "صيغة شتاينماير" التي أرست هدنة هشة لا نتهي النزاع المستمر منذ خمسة أعوام.