
بعد تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سدة الرئاسة للمرة الثانية، مسبوقا بجهوده لوقف القتال فى غزة، إذا به يفاجئ العالم بأسره بأفكار ومطالبات تدفقت بسرعة غير مسبوقة وغطت أركان الأرض على اتساعها من وجهة نظره.
بعد تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سدة الرئاسة للمرة الثانية، مسبوقا بجهوده لوقف القتال فى غزة، إذا به يفاجئ العالم بأسره بأفكار ومطالبات تدفقت بسرعة غير مسبوقة وغطت أركان الأرض على اتساعها من وجهة نظره.
أمام إدارة الرئيس دونالد ترامب فى الشرق الأوسط اختيار من اثنين، فإما التحالف مع اليمين الإسرائيلى المتطرف وخسارة الحلفاء العرب للولايات المتحدة أو الابتعاد عن خطط ضم الضفة الغربية وتهجير سكان غزة وإحياء عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
يتمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب، باقتراحه القاضي بترحيل 1,5 مليون فلسطيني من غزة إلى مصر والأردن، وهو اقتراحٌ يحمل في طياته تصوراً مفزعاً لخريطة الشرق الأوسط، ديموغرافياً وجغرافياً، وإحياءً لفكرة الوطن البديل، التي راجت عقب حرب 1967.
بعد هدوء استمر نحو أربعة أعوام، يؤكد الهجوم المفاجىء الذي شنته "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) وفصائل من المعارضة السورية الموالية لتركيا في محافظتي حلب وإدلب السوريتين، أن ثمة لاعبين داخليين وإقليميين يريدون الاستثمار في التحولات التي أفرزتها الحرب الإسرائيلية على لبنان، والضربات التي تعرض لها "حزب الله" ومن خلفه إيران في الشهرين الماضيين.
لم يعد خافياً على أحد أن رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يُعطّل كل المبادرات والمفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفي كل مرة يخترع ذريعة جديدة لقطع الطريق على اي انجاز يُمكن أن تحقّقه إدارة جو بايدن، في انتظار كسب رهانه الرئاسي الأميركي؛ أي عودة المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ليس من باب المصادفة أن يختار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة أنقرة في هذا التوقيت الإقليمي الحسّاس، وبخاصة في ظل تقديرات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ماضِ في حرب الإبادة المفتوحة ضد غزة، برغم محاذير عدم تجاوبه مع حاجة واشنطن لوقف النار وتمسكه بمحور فيلادلفيا إلى حد اتهام مصر بالتغاضي عن تعاظم قوة حماس خلال السنوات الماضية.
ليس من باب الصدفة أن يُباغت الوفد الإسرائيلي المشارك في اجتماعات الدوحة، قبل حوالي الأسبوع، رئيس الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، رداً على إصراره بوجوب إبرام تسوية عاجلة، بتذكيره بشكل فج بما صرّحه الرئيس الأميركي جو بايدن على باب طائرته في مطار بن غوريون بعد 11 يوماً من اندلاع حرب "طوفان الأقصى". قال بايدن أن الوقت "حان للسماح لإسرائيل بالذهاب الى النهاية"، أي أن لا سقف زمنياً للعملية الإسرائيلية في غزة.
للمرّة الأولى منذ أكثر من عقدين من الزّمن، يمكن رؤية الإبتسامة الواسعة على وجوه قادة حزب الشعب الجمهوري في تركيا؛ ابتسامةَ من استطاع تحقيق نصره الإنتخابي الأكبر منذ عقود عديدة، تحديدًا منذ العام 1977. في المقابل، فإنّ تحالف الجمهور بقيادة حزب العدالة والتنمية، تلقى هزيمة غير مسبوقة منذ دخوله الساحة السياسيّة التركيّة؛ هزيمة يُمكن القول إنّها مذلّة بكلّ ما للكلمة من معنى.
عند كل مرحلة إقليمية فارقة تعود الأطراف الإقليمية لترداد سردية واحدة وهي عودة "الإسلام السياسي" للمشهد من رحم التحول أو الحدث المفاجئ وغير المتوقع، وهذا الحديث يعيد النقاشات في أروقة متعددة، مراكز صنع القرار ودوائر الاستخبارات وتتلقفه مراكز الدراسات والأبحاث العالمية والعربية، لتعيد فتح فصول نقاشه من جديد.
مع إنتهاء هدنة الأسبوع في غزة، تدحرجت سريعاً كرة الحقد الإسرائيلي، ليتحول قطاع غزة بشماله وجنوبه ووسطه إلى منطقة عمليات محمومة، وجدّد نشر خريطة الإخلاء الإسرائيلية المرقمة مخاوف التهجير و"الترانسفير" بعد أن كان قد تراجع الحديث عنها في الآونة الأخيرة.