
العام 2022؛ إنه عام «الحرب العالمية الثالثة: الفوضى الغريبة». لا نقول 2023 هو عام الحرب، الحرب بدأت قبل عام 2022 ولكنها خرجت إلى الملأ في 24 شباط/فبراير 2022 عندما انطلقت أول رصاصة من روسيا نحو أوكرانيا.
العام 2022؛ إنه عام «الحرب العالمية الثالثة: الفوضى الغريبة». لا نقول 2023 هو عام الحرب، الحرب بدأت قبل عام 2022 ولكنها خرجت إلى الملأ في 24 شباط/فبراير 2022 عندما انطلقت أول رصاصة من روسيا نحو أوكرانيا.
شكّك الكثيرون من الخبراء والمعلقين والسياسيين فى بداية عام 2022 فى مستقبل واستقرار النظم الليبرالية الديمقراطية الغربية، والتى تأتى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما مع زيادة بريق نماذج الحكم الاستبدادى المنضبط كما فى روسيا أو الصين. إلا أن نهاية عام 2022 جاءت بنتائج عكسية؛ إذ ظهرت متاعب حقيقية أمام النظم الاستبدادية، بينما نجحت النظم الديمقراطية فى الخروج بأمان نسبى من تبعات أزمة انتشار وتفشى فيروس كوفيدــ19، فضلا عن تداعيات الغزو الروسى لأوكرانيا.
كل عام جديد يحمل معه تحديات وأزمات العام الذى قبله. كان عام (2022) هو عام تقوض النظام الدولى، الذى نشأ عقب الحرب العالمية الثانية وطرأت عليه تحولات عميقة عند سقوط سور برلين وانفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم. فى ذلك العام تَبَدَّى اضطراب غير مسبوق فى العلاقات الدولية وموازين القوى وحسابات الدول.
اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ، زيارته الثالثة إلى الشرق الأوسط، في وقت سابق من هذا الشهر، بعقد سلسلة من القمم والاجتماعات الثُنائية وإبرام تفاهمات، لا سيما مع دول الخليج العربي. جاءت قمة الرياض الصينية العربية بعد شهور من قمة جدة الأمنية وزيارة الرئيس جو بايدن الصيفية إلى السعودية. ماذا يقول "معهد واشنطن" عن الزيارة الصينية؟
أدّت الحرب الأوكرانية إلى حالة استقطاب دولي، لم نشهد مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية، ما زاد من المسافة بين الشرق والغرب، ودفع إلى مزيد من التحولات المتسارعة، بما يمكن أن تمثله نتائج الحرب في أوكرانيا، والتي يمكن أن تدفع بها نحو تجاوز الحدود، خارج ساحة الصراع الحالية.
وقعت تطورات خلال الأسابيع القليلة الماضية تنذر بآثار لم تكن لتخطر أبعادها على بال صُنّاع السياسة قبل عقدين أو ثلاثة، أذكر هنا من هذه التطورات:
يطرح رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) سابقاً الجنرال عاموس يادلين في مقالة مطولة نشرها موقع "N12" التحديات الإستراتيجية التي تواجه العلاقة الأميركية ـ الإسرائيلية مع تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو السادسة وهي: إيران، أوكرانيا، الصين، والقضية الفلسطينية، ويُرفق التوصيف بتوصيات محددة. في ما يلي أبرز ما تضمنته مقالة يادلين:
في عالم يعج بالتحولات الإستراتيجية، لم تبقَ اليابان بعيدة عن مواكبتها بتغيير في عقيدتها الدفاعية والتحلل من قيود الحرب العالمية الثانية شأنها شأن ألمانيا. والمفارقة أن هذا التطور تدفع إليه الولايات المتحدة التي تحتاج إلى طوكيو وبرلين، كحليفين أساسيين لإحتواء الصعود الصيني ومنع روسيا من إستعادة نفوذها.
قال الفيلسوف الصيني كونفوشيوس "عندما يركب الفرس شخصان فقط أحدهما يستطيع أن يكون في المقدمة". ليس من المعلوم إن كان هذا الفيلسوف يعلم أو يتنبأ أن يكون أبناء جلدته يجلسون في مقدمة الحصان الذي يريد أن يدور ويجول في هذا العالم المعقد اقتصادياً وأمنياً وسياسياً
منذ قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العام 1979، وحتى يومنا هذا، ظلّت العلاقة الأميركية ـ الإيرانية، بمراحلها كافة، عنصراً محدداً ليس للسياسة الخارجية لهذه الجمهورية الفتية وحسب، بل للكثير من السياسات الداخلية.