
أيُّ تاريخٍ سيتغافل عن هذا الهوان؟ أيُّ سجلّ قادر على محو حقيقة أنّ منظومات الحكم العربية، ومعها جوقاتٌ من نخبٍ مُترفة، تركت أطفالًا يموتون قصفاً وجوعاً في غزة من دون أن ترتجف لها جفون؟
أيُّ تاريخٍ سيتغافل عن هذا الهوان؟ أيُّ سجلّ قادر على محو حقيقة أنّ منظومات الحكم العربية، ومعها جوقاتٌ من نخبٍ مُترفة، تركت أطفالًا يموتون قصفاً وجوعاً في غزة من دون أن ترتجف لها جفون؟
إذا كان يهود أوروبا قد تعرّضوا للهولوكوست على يد النازية في الحرب العالمية الثانية، فإن الفلسطينيين يتعرّضون، خلال أكثر من ثلاثة أرباع القرن، إلى هولوكوست ممنهج ومتواصل لإفنائهم، أو دفعهم إلى الإجلاء القسري، والأمر يحدث على مراحل وبالتدرّج أحيانًا، فعند قيام إسرائيل تمّ طرد أكثر من 700 ألف فلسطيني، والاستيلاء على أراضي فلسطينية جديدة لم يتضمّنها قرار الأمم المتحدة رقم 181 المعروف باسم قرار التقسيم لعام 1947.
يعتقد الكثير من الناس أنّ مقولة "دولة القانون" تعني "دولة العدالة". لا ينتبهون إلى أنّ الأولى لا تقود إلى الثانية. وينطلي عليهم أيضاً أنّ كثرة القوانين، فعليّاً، تحجب العدالة وتجعلها مستحيلة، فتصبح ضحيّة تضاف إلى ضحايا دولة القانون المغبونين.
في قلب لاهاي، المدينة الهولندية التي أصبحت اسماً مرادفاً للعدالة الدولية، تقف مؤسستان قضائيتان عظيمتان تحملان رؤيتين متكاملتين لمفهوم القانون: محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
بعد تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سدة الرئاسة للمرة الثانية، مسبوقا بجهوده لوقف القتال فى غزة، إذا به يفاجئ العالم بأسره بأفكار ومطالبات تدفقت بسرعة غير مسبوقة وغطت أركان الأرض على اتساعها من وجهة نظره.
تُمثّل تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول إمكانية ضم كندا أو جزيرة جرينلاند إلى الولايات المتحدة الأمريكية نموذجًا للتصريحات الشعبوية التي تعكس شخصية ترامب النرجسية والجدلية.
يُمثّل قرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير باصدار مذكرتي اعتقال بحق كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت خطوة تاريخية على طريق تحقيق العدالة الدولية وترسيخها وافساح المجال أمام محاسبة مرتكبي الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وأي شعب مظلوم على وجه الكرة الأرضية.
تشهد الشواطئ العربية والأفريقية والحدود الإقليمية والدولية موجات غير مسبوقة من الهجرة واللّجوء، بعضها اقترب من رحلات الموت، فلا يكاد يمرّ أسبوعًا أو شهرًا إلّا ونسمع عن بواخر وحافلات ومهربين وسماسرة وغرق وسجون، ويزداد عدد الضحايا والمعذبين الذين يقطعون بلدانًا وحدودًا ودولًا وقارات للوصول إلى بلد يؤمن لهم "حق اللجوء".
خلال مقابلات أجريتها مع العديد من الصحافيين اللبنانيين والمصريين الذين التقيتهم لغايات بحثية منذ العام 2016، لفت انتباهي تشديدهم على أنه من أجل الوصول إلى صحافة أخلاقية لا بد من الالتزام بالمعايير المهنية، وأن الاخلاقيات الصحافية تُصان عندما يلتزم الصحافي/ة بمهنيته/ها؛ أي ثمة تماهٍ مُتفق عليه بين الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقيات الصحافية.
في هذه الحقبة اللبنانية والعربية التاريخية، يُركّز الناشطون السياسيون على التمسك بمفهوم الدولة، في مرحلة أصبحت فيها الأرض مهددة بتغيير حدودها، والشعب لم يعد مكوِّناً متناغماً، وثمة متغيرات في معايير السلطة وعناصرها وأدواتها. أما السيادة فأصبحت مرنة إلى حد الانكشاف السياسي والأمني والإقتصادي إلخ..