هم ثلاثة جنرالات أوكرانيين يُعزى إليهم الفضل في صد الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير 2022: رئيس الأركان فاليري زالوجني، قائد القوات البرية أولكسندر سيرسكي ورئيس الإستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف.
هم ثلاثة جنرالات أوكرانيين يُعزى إليهم الفضل في صد الغزو الروسي في 24 شباط/فبراير 2022: رئيس الأركان فاليري زالوجني، قائد القوات البرية أولكسندر سيرسكي ورئيس الإستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف.
يتضاءل الوقت المتبقي أمام أوكرانيا لتحقيق إختراق كبير عبر هجومها المضاد قبل أن يحل الخريف والشتاء. وعليه، تمضي الحرب نحو نهاية سنتها الثانية، وتالياً نحو تعليق الآمال الغربية على القوات الأوكرانية، لتحقيق وضعية هجومية أفضل، من الآن حتى الربيع المقبل!
إستهداف قبة "مجلس الشيوخ" في الكرملين بطائرتين مُسيّرتين ليل الثالث من أيار/مايو الجاري، لا يزال حدثاً يجري تقليبه من كافة الأوجه. التجرؤ على رمز القوة الروسية، بقدر ما شكّل ضربة معنوية كبيرة، فإن الهدف كان البعث برسالة بليغة: موسكو لم تعد آمنة.
تقف الحرب الروسية - الأوكرانية عند منعطف خيرسون. الإنسحاب الروسي من المدينة، الذي بدا لغزاً للكثيرين في توقيته ودوافعه يقود إلى خيارين: إما نقل الهجوم الأوكراني إلى القرم أو فتح الباب أمام ولادة تسوية في الشهر التاسع من الحرب.
خطر تفتت دول العالم قائم. جذوره متعددة يتداخل فيها السياسي والديني والإقتصادي والإجتماعي والتاريخي. النماذج الحية في ذاكرتنا تلك التي تلت إنهيار دول الاتحاد السوفياتي السابق ويوغسلافيا السابقة.
دخلت الحرب الروسية - الأوكرانية شهرها السابع. وبرغم علامات التعب البادية على كل الأطراف المنخرطة فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، لا تلوح في الأفق بوادر تسوية سياسية. ويتشكل على وقعها واقع جيوسياسي دولي جديد، سواء تسنى لروسيا النصر الكامل، أو تمكنت أوكرانيا من الصمود بدعم أميركي وأوروبي وإكتفى الكرملين بتحقيق إنجازات محدودة.
عندما ضمّت روسيا جزيرة القرم سنة 2014، لم يتوانَ المعارضان البارزان لفلاديمير بوتين أليكس نافالني وبوريس نيمتسوف (الليبراليان اللذان حظيا بدعم الغرب) عن تأييد "روسيّة" القرم من دون الإشادة ببوتين. بل إنّهما هتفا مع متظاهرين أطلقوا على أنفسهم "السلاف الأنقياء"(عرقياً): "القرم لنا". القصة أكبر من بوتين وأعقد من زيلنسكي. إنّها تاريخٌ قديمٌ يعتقد باستقلاله الأخلاقي والثقافي والحضاري والخلاصي عن الغرب.
كيف ستبدو الحرب الروسية المرتقبة في أوكرانيا، وكيف يجب أن تستجيب الولايات المتحدة، ومعها حلف شمال الأطلسي لهذه الحرب ولما بعدها؟ ثمة ثلاثة سيناريوهات تتراوح بين الدبلوماسية و"الكماشة" وتحويل أوكرانيا إلى دولة فاشلة، بحسب ما يناقشه كلٌ من ألكسندر فيندمان ودومينيك كروز بوستيلوس في تقرير نشرته "فورين أفيرز".
لا تشي تصرفات فلاديمير بوتين إلى نيته غزو أوكرانيا، بل تغيير الوضع السائد في شرق أوروبا منذ ما بعد انتهاء الحرب الباردة، وبالتالي إعادة روسيا جهة فاعلة رئيسية في الأمن الأوروبي. خطة بوتين هي إبقاء "الناتو" خارج أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا، وإبقاء الصواريخ الأميركية خارج أوروبا. أهداف تتقاطع مع قرب ترشُح بوتين لانتخابات 2024، بحسب ديمتري ترينين، مدير مركز "كارنيغي" في موسكو في هذا التقرير (*).
من الغابات التي تفصل بيلاروسيا عن بولندا ولاتفيا وليتوانيا إلى الحدود الروسية - الأوكرانية وإلى مياه البحر الأسود وصولاً إلى القوقاز، يدور سباق جيوسياسي بين روسيا والغرب، قد يكون الأخطر منذ إنتهاء الحرب الباردة قبل 30 عاماً.