
لا ينالكَ زمنٌ.. تجرأتَ على المستحيل، حتى فزتَ بالشهادة.. وكان ما كان وما هو باقٍ لغدٍ لا عمرَ له. بلغت ذروة الأزمنة يا سيد؛ فمن مثلك؟ لا أحد، من زمان، إلى آخر الأزمنة. لكنك تركتنا باكراً. إنما، أنت باقٍ. مثلك فقط المعجزات.
لا ينالكَ زمنٌ.. تجرأتَ على المستحيل، حتى فزتَ بالشهادة.. وكان ما كان وما هو باقٍ لغدٍ لا عمرَ له. بلغت ذروة الأزمنة يا سيد؛ فمن مثلك؟ لا أحد، من زمان، إلى آخر الأزمنة. لكنك تركتنا باكراً. إنما، أنت باقٍ. مثلك فقط المعجزات.
لم يكن المشهد عاديّا، يوم الأحد الماضي. كُنّا أمام لحظة عاطفية في وداع رجل تصدّر قيادة حزب االله لأكثر من ثلاثين عاماً حيث كان عنوانه الأساس مقاومة الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يتشعّب ويتوسّع الدور إلى حد الإنخراط في الصراعات العربية الداخلية.
مع انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، واتّهام "محور المقاومة" بمساندة نظام استبدادي، يبرز سؤال حول أهمية العلاقة بين المقاومة والديموقراطية وحول الأولوية المفترض أخذها في الاعتبار. بعبارة أخرى، هل تستقيم المقاومة من دون ديموقراطية، ولمن الأولوية في حال كان لا بد من الاختيار؟
العروبةُ ليست هويتنا. العروبةُ هي وجودنا. كل فرد أو مجتمع متعدد الهويات، لكن وجودنا واحدٌ؛ وإن لم يتبلوّر في وحدة سياسية؛ وهي لا بدّ آتية. وما تُسمى الوحدة الشعبية، أو وحدة الشعوب، ليست مطلباً لأنها متحققةٌ فعلاً، كما ثبت في ثورة 2011 العربية، حين كان نبض القلب والضمير لكل عربي واحداً.
ليس ثمة نصر مطلق أو هزيمة مطلقة. ما حدث في غزة ولبنان يكفي لأن يصنع تاريخًا مُشرًفًا لصمود قلّة قليلة في مواجهة التغول والتوحش الإسرائيلي.
وقفانِ لإطلاقِ النّار سارِيانِ حتى الآن، لكنّهما مهدَّدان في أيّ زمان، في غزّة كما في لبنان. وعودتانِ للسّكان هنا وهناك لكنّهما مبتورتان، هنا بالتمديد وهناك بالتهجير، في المقال السابق كان حديثُ غزة، والآن لبنان، بعدَ ٱنتهاءِ مدّة الستّين يومًا في 27 كانون الثاني/يناير الماضي، وفرض تمديدها إلى 18 من شهر شباط/فبراير الحالي، بقرارٍ أميركي، بناءً لطلب إسرائيلي، فماذا عن "حقّ العودة"؟
حسب المادة 64 من الدستور اللبناني، يتوجب "على الحكومة أن تتقدم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنيل الثقة في مهلة ثلاثين يوماً من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها". ويكتسب البيان الوزاري شرعيته وقوته القانونية بمجرد إقراره ومنح الحكومة الثقة بأغلبية عادية وفقاً للنظام الأكثري في البرلمان اللبناني.
في لبنان ثمة حقيقة أثبتتها التجارب: لا يمكن لأي فريق أو طائفة إلغاء فريق أو طائفة أخرى سياسياً. هذه مسلّمةٌ لم تكرّسها فقط التجارب والتسويات والاتفاقيات الداخلية والخارجية، بل تكرّست، وبشكل مؤسف في محطات عدة، من خلال أحداث أمنية وقعت في فخّها معظم المجموعات والأحزاب السياسية، وكادت أن تغرق البلد في كثير من الأحيان في دوّامة جديدة من الحروب الأهلية المتنقّلة، وذلك كلّما توهّم فريق بأنه يستطيع فرض أجندته السياسية على الآخرين، أحزاباً أم مكونات طائفية.
ماذا يعني أن تكون من إحدى القرى الحدودية في جنوب لبنان، ومن عائلة تنتمي إلى بيئة المقاومة وأن يكون كل أخوتك، ذكوراً وإناثاً يسكنون قريتك الرابضة على حدود فلسطين المحتلة أو في الضاحية الجنوبية لبيروت؟
تفاجأ الكثير من الأحبّة، وانتقدني بعضهم أو لربّما امتعض منّي وثارت ثائرته.. بسبب خطابي منذ ما بعد وقف إطلاق النّار في لبنان أواخر تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢٤. للحقيقة، تحدّثت وقتها، فعلاً، عن مشهد "انتصار"، واستمرّيت في حمل خطاب كهذا، مع نكهة نقديّة "ايجابيّة" أحياناً وبطبيعة الحال.