
بعد أكثر من أسبوع على بدء الغزو الروسى لأوكرانيا، تتضح أكثر وأكثر أهداف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وراء قرار الحرب.
بعد أكثر من أسبوع على بدء الغزو الروسى لأوكرانيا، تتضح أكثر وأكثر أهداف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وراء قرار الحرب.
سجلت الحرب الروسية - الأوكرانية مجموعة من المفارقات المدهشة في سرعتها وتداعياتها، فلم نشهد منذ الحرب العالمية الثانية عقوبات شبيهة بحجم ونوع تلك التي فرضت في زمن قياسي على روسيا، ما يزيد من احتمالية تطورها لتصبح حرباً شاملة ستترك تأثيراً قطعياً على شكل النظام العالمي الجديد وكذلك على شكل وجوهر الاتحاد الأوروبي. ما هي المؤشرات التي تدعم مثل هذا الاستنتاج؟
تجاورت أنصاف الحقائق على نحو غير مسبوق فى الأزمات الدولية حتى كادت سلامة النظر أن تغيب خلف سحب الدعايات الكثيفة.
أيامٌ قليلة ٌمضتْ على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. إنه زلزالٌ حقيقيٌ. ربّما يُقالُ إنَّ هذه التسمية أكبرُ من المسمَّى. هذا صحيح إذا قيستِ الأمور بالراهن فحسبُ. أمّا إذا قِيستْ بالاحتمالاتِ المستقبلية، وبالجذور التاريخية فتختلف الصورة. وعندئذٍ يبدو الوصف بـِ"الزلزالِ" واقعياً.
تعتبر الصحافية الأميركية كاثي بويد (مقيمة في كندا) في مقالة لها في موقع The Unz Review أن التوغل الروسي في أوكرانيا نتيجة مباشرة ومتراكمة للأعمال التي دبرتها الولايات المتحدة على مدى ثلاثين عاماً، من أجل "وضع روسيا في الجزء الخلفي من الحافلة".
فيما شكك كثيرون فى إمكانية اجتياح روسيا لأوكرانيا وغزوها، كان جو بايدن يصر بناء على معلومات استخباراتية بأن الغزو الروسى لأوكرانيا قادم لا محالة! وفيما أخذ الكرملين فى النفى، بل ووصل الأمر إلى سخرية المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من التقارير الأمريكية عن غزو روسيا لأوكرانيا بقولها «أبلغونى بموعد الغزو حتى أرتب إجازتى»، إلا أن كل ذلك لم يكن إلا محاولات خداعية من الكرملين وثبت أن التقارير الاستخباراتية الأمريكية كانت صحيحة تماما!
امبراطورية تحكم العالم. عشوائية واستكبار. ازدواجية لا بل تعدد معايير. نظامها الراهن ينتج السلاح والجيوش بما يفوق بقية العالم مجتمعاً. قوة لا حدود لها. هيمنة معنوية (إعلام يصنع العقول) ومادية (اقتصاد يُفقر الشعوب) على الكرة الأرضية. تباهٍ بالديمقراطية يصنع الطغاة في الدول الأخرى. إستعلاء أخلاقي على الآخرين يُعمّم عنصرية تفرض شروطها على الآخرين.
لا يمكن المبالغة في تقدير الصدمة مما يجري في أوكرانيا. فبعد تراكم واضح، استمر لأشهر، وفي تحدٍ واضح لتحذيرات لا نهاية لها من الغرب، بدأ تنفيذ أسوأ سيناريو كان يمكن تخيله. فلاديمير بوتين نفّذ قراره، والعالم الآن ينتظر رد بايدن "لأن إنفلات دوامة التصعيد مسؤولية جسيمة يتحملها هو"، بحسب المؤرخ العسكري أندرو سالمون في هذا التقرير.
قواعد اللعبة الدولية تغيرت، وبشكل جذري. وأحداث أوكرانيا بدأت بقلب نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا الشرقية رأساً على عقب تماماً. والشرق الأوسط سيكون التالي؛ "فقد عاد الدب الروسي يزأر"، بحسب تحليل الصحافي البرازيلي، بيبي إسكوبار.