
إلى أبعد من حرص موسكو على كبح جماح التوجهات الأطلسية لغالبية دول الفضاء السوفييتى السابق، مقابل التعاضد الغربى لتحجيم الوصاية البوتينية على دول شرق أوروبا، يمضى التصعيد المتبادل بين موسكو والغرب، على وقع الأزمة الأوكرانية المحتدمة.
إلى أبعد من حرص موسكو على كبح جماح التوجهات الأطلسية لغالبية دول الفضاء السوفييتى السابق، مقابل التعاضد الغربى لتحجيم الوصاية البوتينية على دول شرق أوروبا، يمضى التصعيد المتبادل بين موسكو والغرب، على وقع الأزمة الأوكرانية المحتدمة.
دبلوماسى روسى يعمل فى سفارة بلاده بواشنطن قال لى إن «المعضلة الحقيقية فى علاقتنا بالولايات المتحدة محورها اعتقادهم أن الحرب الباردة انتهت بانتصارهم وهزيمتنا، وعليه يتبنون سلوك المنتصر ويتوقعون منا سلوك المنهزم». وأضاف الدبلوماسى «نحن نرى أن الحرب الباردة انتهت دون إطلاق نار، ودون منتصر ولا مهزوم»، وهذا هو جوهر الخلافات بين موسكو وواشنطن فى العديد من القضايا العالمية، وعلى رأسها مصير أوكرانيا، الدولة المجاورة لروسيا والتى لا يعرف أغلب الأمريكيين موقعها على الخريطة.
انتهت السنة الأولى من رئاسة جو بايدن كما بدأت. الكثير من الأعداء.. والأزمات؛ على جبهات مُتعددة وفي وقت واحد. دولة مهيمنة فوق طاقتها، وإستراتيجيتها الدفاعية غير متوازنة مع سياستها الخارجية. إذا لم تُحافظ على إلتزاماتها فقد تدفع ثمناً باهظاً. فالعالم لن يتسامح مع قوة عظمى تسمح لعجزها الإستراتيجي بالنمو بشكل يفوق قدراتها، بحسب "فورين أفيرز"(*)
لا تشي تصرفات فلاديمير بوتين إلى نيته غزو أوكرانيا، بل تغيير الوضع السائد في شرق أوروبا منذ ما بعد انتهاء الحرب الباردة، وبالتالي إعادة روسيا جهة فاعلة رئيسية في الأمن الأوروبي. خطة بوتين هي إبقاء "الناتو" خارج أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا، وإبقاء الصواريخ الأميركية خارج أوروبا. أهداف تتقاطع مع قرب ترشُح بوتين لانتخابات 2024، بحسب ديمتري ترينين، مدير مركز "كارنيغي" في موسكو في هذا التقرير (*).
سمعتُ وشاهدتُ وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن قبل أيام قليلة يهدد وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف بأن بلاده سوف تتعرض لعقوبات جسيمة لو أقدمت على عمل يمس سيادة أوكرانيا. سمعته هو نفسه، قبل أسبوع، يُهدّد الصين بإجراءات أمريكية قاسية لو أنها تدخلت في شئون تايوان.
لم تحرز القمة الإفتراضية التي عقدها الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الثلاثاء)، عبر الإتصال المرئي، أي تقدم واضح بشأن نزع فتيل الأزمة في أوكرانيا. وبدلاً من ذلك، فوّض الزعيمان مسؤولين من كلا البلدين للبقاء على اتصال، علماً أن بايدن دخل القمة متسلحاً برزمة إجراءات عقابية جاهزة للتطبيق إن غزّا الروس أوكرانيا!
انتهت الحرب العالمية الثانية فى أغسطس/آب ١٩٤٥ بعد أن سحقت الولايات المتحدة الجيش الإمبراطورى اليابانى بتدمير طوكيو ثم إلقاء القنابل الذرية على هيروشيما ونجازاكى لتستسلم اليابان. قبل ذلك بقليل انهزمت ألمانيا وإيطاليا، ثم كان انتحار هتلر وقتل موسيلينى.
لا أبالغ ولا أتخيل، ولكن بعض ما يحدث هذه الأيام على صعيد العلاقات الدولية، وبخاصة عند القمة، راح يدفع إلى السطح بجملة أسئلة مرة واحدة. تحدث أشياء وتتكرر فتصبح مؤشرات، ومن إجتماع مؤشرات بعينها في ميدان العلاقات الدولية ما يثير تكهنات، ومن التكهنات ـ إن كثرت ـ ما يخلق غموضاً في أجواء العمل الدولي ويهدّد السلم القائم.
"روسيا ستشن حرباً على أوكرانيا في الشتاء المقبل، وعلى واشنطن الإستعداد". ثمة "دلائل مشؤومة" تُعزز مثل هذا الإحتمال، بحسب تقرير نشره موقع "الفورين أفيرز"، أورد معطيات عديدة، بينها أن الكرملين بات مقتنعاً أن الخيار العسكري سيكون أقل تكلفة الآن مما سيكون عليه مستقبلاً.
يُسلّط الكاتب غابريال أريستيد، وهو متخصص في الشأن التركي، الضوء، في مقالة نشرها موقع "أوريان 21" (ترجمة حميد العربي)، على ظاهرة تراجع دور المؤسسة العسكرية في تحديد مسار دولة مثل تركيا بعد 20 سنة من حكم حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان.