نسمع دائماً عن نظرية الـ«دومينو» للإشارة إلى تدحرج مواقع أو.. دول نتيجة سقوط موقع أو دولة مثلما تكر السبحة.
نسمع دائماً عن نظرية الـ«دومينو» للإشارة إلى تدحرج مواقع أو.. دول نتيجة سقوط موقع أو دولة مثلما تكر السبحة.
نعيش زمناً تكاثرت فيه وتكالبت علينا أزمات أكثرها خانق. ففي غالبية دول الشمال، كما في جميع دول الجنوب، شعوبٌ تعاني عواقب سوء إدارة وصعوبات مالية واختناقات سلعية وغذائية وظلم شديد في توزيع الموارد وتضخم في الأسعار وفساد سياسي واجتماعي متفاقم.
3 آلاف قبيلة تتحدث أكثر من ألفي لغة، ويصل عدد أفراد بعضها إلى 12 مليون نسمة. إنها إفريقيا قارة الأزمات والفرص، وبرغم تفردها بميزة تشابه معظم سكانها بلون بشرتهم، إلا أنه ما بين بلد وبلد؛ قبيلة وقبيلة، هناك اختلاف واسع من حيث اللغة، الدين، العادات والتقاليد والأفكار. في هذه القارة، تخطى العامل القبلي حدود القبيلة، فصار جزءًا من نزاعات إقليمية.
كأننا أمام عصر كامل من الانقلابات العسكرية فى القارة الأفريقية؛ ففى زهاء ثلاث سنوات تتابعت ثمانية انقلابات بغرب القارة ووسطها واحدا إثر الآخر في ما يشبه ألعاب الدومينو، كان آخرها انقلابات مالى وبوركينا فاسو والنيجر وأخيرا الجابون.
هوى يفغيني بريغوجين بطائرته الخاصة بعد شهرين بالضبط من قيادة مقاتليه إلى أبواب موسكو قاصداً خلع النخبة العسكرية الروسية. وإنحنى الرئيس فلاديمير بوتين لتسوية على مضض، أبقت بريغوجين حراً شرط الإبتعاد عن روسيا.
كانت رحى الحرب العالميّة الثانية قد أنهكت القوى الاستعماريّة الكبرى، بريطانيا واليابان وفرنسا. وظهر من ثناياها قطبان أعظمان، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. لقد فرضا هيمنتهما على العالم، خاصّةً عبر امتلاكهما للسلاح النووي.
منذ الإنقلاب العسكري الذي شهدته النيجر في السادس والعشرين من تموز/يوليو الماضي، تزاحمت التقديرات حول هوية الإنقلابيين السياسية، وذهب بعضها إلى الحسم والجزم بأن ما جرى يندرج في سياق انبعاث الروح الوطنية الهادفة إلى الإنعتاق من هيمنة الرجل الأبيض، فإلى أي حد يصح ذلك؟
إنه التنازع الدولى على القوة والنفوذ فى القارة الإفريقية. لا يوجد سبب جوهرى آخر يستدعى كل هذه التعبئة السياسية والإعلامية والتوسع فى فرض العقوبات الاقتصادية المشددة والتلويح بتدخل عسكرى من دول الجوار إثر انقلاب فى النيجر.
تصدّرت أنباء الانقلاب العسكري في النيجر في ٢٧ تموز/يوليو ٢٠٢٣ التطورات الإفريقية والدولية. في الشكل، نحن أمام انقلاب من نوع جديد: محاصرة الرئيس محمد بازوم وعائلته داخل جناحه في القصر الجمهوري وبقاءه حياً وعلى اتصال مع العالم الخارجي. في المضمون، نحن أمام ساحة صراع جديدة بين روسيا والغرب.
فتح إنقلاب النيجر الصراع الجيوسياسي في غرب أفريقيا على مصراعيه. فرنسا والولايات المتحدة من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية. التحذيرات المتبادلة بين المجموعة الإقتصادية لغرب أفريقيا "إيكواس" والجنرالات الذين إستولوا على السلطة في نيامي، تنذر بإنفجار إقليمي وحرب جديدة بالوكالة في منطقة تعتبر غاية في الأهمية للقوى الدولية الكبرى.