
يخرج ولي العهد السعودي من المراهقة السياسية، عله يبلغ النضوج بثمن باهظ قادر على دفعه للولايات المتحدة. واذا كان خائفاً فهو لا يرتعد معولاً على قوته الداخلية شبه المطلقة، وعلى براغماتية أميركية وغربية تغلب المصالح على القيم.
يخرج ولي العهد السعودي من المراهقة السياسية، عله يبلغ النضوج بثمن باهظ قادر على دفعه للولايات المتحدة. واذا كان خائفاً فهو لا يرتعد معولاً على قوته الداخلية شبه المطلقة، وعلى براغماتية أميركية وغربية تغلب المصالح على القيم.
تعبّر صحيفة "يسرائيل هيوم"، في مقالاتها وتحليلاتها عن التوتر الذي أصاب المؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل غداة وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، وبدء الحديث عن عودة الولايات المتحدة إلى الإتفاق النووي مع إيران، من دون الأخذ في الإعتبار هواجس إسرائيل الأمنية.
لم يكن الإتفاق الموقع في منتصف تموز/ يوليو 2015 بين إيران والمجموعة السداسية الدولية، نتاج توافق دولي يقتصرعلى المحددات والجوانب النووية فحسب، فأبعاده تتجاوز الظاهر منه، إلى تطبيع العلاقات الإيرانية مع الغرب على وجه التحديد.
يومًا بعد يوم، يتبين أن حجم التغيير الذي حصل في الولايات المتحدة ليس بسيطًا أبدًا. الأصعب هو قدرة هذه الدولة أو المنظومة أو تلك على التكيف مع التغيير الأميركي، ولعل دولة الإمارات من النماذج التي يصح تسليط الضوء عليها.
أعد عدد من الباحثين الإسرائيليين في "معهد هرتسليا للسياسات والاستراتيجيا" دراسة مقتضبة بالعبرية حول مستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية، بإشراف مدير "المعهد" عاموس جلعاد، ترجمتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية إلى العربية وتضمنت الآتي:
"كواد" تحالف رباعي يجمع الولايات المتحدة، أستراليا ، الهند واليابان، كان طي النسيان، لكن جو بايدن سارع إلى انعاشه كإستراتيجية ثابتة في سياق سعيه لإعادة بلاده إلى دورها القيادي في منطقة تشهد صعوداً قوياً لنفوذ الصين.
أما وقد إنقلبت المعادلة، وباتت إيران على مسافة أيام لا بل ساعات، من الخروج من الإتفاق النووي، سارعت إدارة جو بايدن إلى إطلاق دفعة من حسن النيات حيال طهران ولم تمانع بإحياء صيغة "1+5"، بينما بدت أوروبا أكثر تهيباً لفكرة استنفاد الزمن من دون تقديم الإسعافات الضرورية لإنقاذ الاتفاق من "موت معلن"، إذا ما مضت إيران في التحلل التدريجي من مندرجاته. فمن يستطيع أن يتحمل نموذجاً كورياً شمالياً في قلب الشرق الاوسط؟
يتكئ الرئيس الأميركي جو بايدن على توافق دولي يجعله مرتاحا للخطوات البسيطة التي يخطوها باتجاه إيران. الهدف الرئيسي إعادة الفعالية للاتفاق النووي بما يضع البرنامج النووي لطهران تحت نظر المجتمع الدولي بشكل عام، ويسمح بفتح الباب تدريجيا أمام الخطوة التالية على ورقة أولوياته.
تعّودنا نحن العرب والمسلمين أن نعّرف أيامنا على أساس مواقيت وضعها الغرب والولايات المتحدة بالذات، لكن ماذا لو عكسنا الآية في دلالة نريد منها ومن خلالها القول إن القرائن والوقائع تدل أن شيئاً تغيّر ويجب أن نلحظ هذا التغّير في ما تخطه أقلامنا وتخطط له عقولنا قبل ذلك.
النروج بلد هادئ، ولا يعرف الكثير عنه سوى ما يجري تناقله من صور عن طبيعته الخلابة ورفاه أهله وحكايات أسلافهم الفايكنغ الذين غزوا شواطئ العالم وصولاً إلى أميركا الشمالية قبل كريستوف كولومبوس.