غالباً ما يُنظَر إلى زيارات فلاديمير بوتين المفاجئة على أنها تحرّك سريع تمليه تغييرات حساسة في السياسة الخارجية. ضمن هذا الترابط الملحوظ، وُضعت الزيارة الرئاسية الروسية إلى سوريا، منذ اللحظة الأولى التي بثت وكالات الأنباء الروسية خبرها بصفة "عاجل".
غالباً ما يُنظَر إلى زيارات فلاديمير بوتين المفاجئة على أنها تحرّك سريع تمليه تغييرات حساسة في السياسة الخارجية. ضمن هذا الترابط الملحوظ، وُضعت الزيارة الرئاسية الروسية إلى سوريا، منذ اللحظة الأولى التي بثت وكالات الأنباء الروسية خبرها بصفة "عاجل".
خطوة متهورة من شأنها إشعال الشرق الأوسط... هكذا باختصار يمكن اختزال الموقف الروسي من اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس.
ما قبل اغتيال قاسم سليماني لن يكون كما بعده. تلك مسلّمة بديهية لا يختلف عليها اثنان، لا في ايران ولا في الولايات المتحدة، وإن اختلفت التوقعات حول سيناريوهات "ما بعده"، لجهة الرد والرد على الرد... إلى آخر تلك الثنائية التي من شأنها أن تضاعف حجم كرة اللهب وتُدحرجها على خريطة الشرق الأوسط، وربما العالم أجمع.
بعد أكثر من 12 عاماً على إدراج أسمه في قائمة المستهدف "تحييدهم" من جانب السلطات الاميركية، لكونه مسؤولاً عن مقتل ما لا يقل عن 20% من قتلى الجيش الأميركي في العراق بحسب وثيقة قانون قدمت إلى الكونغرس في أواخر عام 2007، قررت إدارة ترامب اغتيال الجنرال قاسم سليماني، ليكون الحدث الأبرز للعام الجديد، وذلك عبر غارة استهدفت موكباً كان يقلّه مع مسؤولين عسكريين عراقيين خارج مطار بغداد.
خبرته الطويلة في قطاع الإتصالات، لم تحجب باقي إهتماماته، في السياسة والإقتصاد والإجتماع والثقافة. نائل الشافعي رجل موسوعي بإمتياز. هويته العربية، وتحديداً المصرية، زادت ترسخاً مع إقامته الطويلة في الولايات المتحدة الأميركية. هو من أوائل لا بل أكبر المساهمين في إنشاء ويكيبيديا العربية. هذه المهمة وضعته لاحقا على سكة المشروع الموسوعي العربي. هكذا ولدت موسوعة "المعرفة" في العام 2007. مشروع تطوّعي لجمع وخلق المحتوى العربي الرقمي ولإنشاء موسوعة دقيقة متنوعة ومجانية توضع بتصرف الباحثين والقراء في شتى أنحاء العالم. مع الإعلان عن إكتشاف أول حقول الغاز في شرق المتوسط، قبل نحو عقد من الزمن، صوّب نائل الشافعي على كل ما من شأنه المساس بحقوق الدول العربية، وخصوصاً مصر ولبنان وسوريا والسلطة الفلسطينية. صارت أبحاثه ومداخلاته ملك جمهور عربي كبير يتابعه أسبوعياً، إلى حد باتت معه بعض دوائر القرار ترصده، أو تحاول أحيانا الإستعانة بخبراته، أو التشويش عليه. لذلك، كان خيارنا في مجلة وموقع "180" أن يكون حوارنا الأول مع الدكتور نائل الشافعي، ليرسم خريطة سياسية إستراتيجية للغاز في شرق المتوسط، ربطا بحسابات اللاعبين، وخصوصا الكبار منهم.
تغيّرات ميدانية عدة تشهدها المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا منذ نحو شهرين، على وقع محادثات وتفاهمات متتالية، تتبعها انسحابات وإعادة تموضع للقوات الأميركية وتمدد روسي هادئ، ضمن عمليات فرط عقد "قوات سوريا الديموقراطية"، بضغط تركي استغلته موسكو بشكل كبير.
بلغت المواجهة بين دونالد ترامب والكونغرس نقطة الذروة. تصويت مجلس النواب الاميركي على الشروع في إجراءات المحاكمة، التي قد تفضي إلى عزل الرئيس، يعكس تحوّلات خطيرة في لعبة سياسية خطيرة، يبدو ظاهرها انتخابياً، ولكنها تمثل في جوهرها "العقدة الدرامية" في فيلم اميركي طويل بمشهدية استقطاب غير مسبوق منذ الحرب الأهلية!
استحوذت الشؤون الداخلية على الجانب الأكبر من المؤتمر الصحافي الكبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنسخته الخامسة عشرة، لكنّ هذه الفعالية السنوية شكلت مناسبة لتوجيه العديد من الرسائل الخارجية، وإن ضمن هامش ضيّق فرضه الوسط الصحافي الروسي، الذي انصب اهتمامه على أجندة الداخل بمروحتها الواسعة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً... وتاريخياً.
مع مرور مشروع قانون ميزانية وزارة الدفاع الأميركية، أمس الأربعاء، في مجلس النواب الأميركي باستحصاله على 377 صوتاً مقابل 48 رافضين له، يكون "قانون حماية المدنيين السوريين" المعروف بـ"قانون قيصر (سيزر)" قد مرّ أيضا، كونه يشكل جزءاً لا يتجزأ من الموازنة الدفاعية الأميركية التي أقرها المجلس ذو الغالبية الديموقراطية للمرة الرابعة على التوالي منذ العام 2016.
موقفان بالغا الرمزية حدّدا خلال الأيام القليلة الماضية ملامح تموضعات جديدة محتملة في العلاقات الشائكة بين أوروبا وروسيا من جهة، وبين أوروبا والولايات المتحدة من جهة ثانية. الأول جاء على لسان فلاديمير بوتين الذي طمأن الأوروبيين بشأن مسألة بالغة الحساسية بالنسبة إليهم: ضمان امدادات الطاقة؛ والثاني اتى على لسان برلماني الماني بارز توعّد بـ"رد مناسب" على أي إجراء أميركي محتمل لتقويض خط الأنابيب "نوردستريم" الذي تقترب روسيا من تدشينه بعد تجاوز الكثير من العقبات.