هذه السطور هي مقتطف بسيط وملخصّ، لمن شاهد وشارك وعاين من قلب عرين ألبير مخيبر وخاض معه مواجهته الأخيرة إلى دموع النصر واختناق الحلق لحظة الانتصار في عرين مجلسه يوم أصدر باِسم الشعب أمر الخروج السوري وحكم الجلاء.
هذه السطور هي مقتطف بسيط وملخصّ، لمن شاهد وشارك وعاين من قلب عرين ألبير مخيبر وخاض معه مواجهته الأخيرة إلى دموع النصر واختناق الحلق لحظة الانتصار في عرين مجلسه يوم أصدر باِسم الشعب أمر الخروج السوري وحكم الجلاء.
دخل لبنان الشهر الرابع من الفراغ الرئاسى ولا ندرى متى تنتهى رحلة الفراغ نحو المجهول عبر انتخاب الرئيس، فيما تكثر القراءات التحليلية بهذا الشأن. بعضها يعدنا بانتهاء الفراغ الرئاسى قريبا والبعض الآخر الأقل تفاؤلا يشير إلى فترة طويلة وشبه مفتوحة فى الزمان مذكرا بفترة السنتين ونيف اللتين فصلتا بين نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان وانتخاب الرئيس ميشال عون: الانتخاب الذى جاء نتيجة توافق داخلى بين أبرز الخصوم، سهل «الخارج» الوصول إليه.
تم بناء سور الصين العظيم بهدف صد الغزوات التي كانت تتعرض لها هذه البلاد من قبل الأعداء، إلا أن الصين تعرضت للعديد من الغزوات بعد الانتهاء من بناء السور ولم يفلح هذا الجدار الضخم في رد الهجمات المتتالية، أما كيف كان يتم اجتياز السور.. ببساطة كان يتم رشوة أحد الحراس بمبلغ من المال ويقوم بتسهيل الغزو وهكذا كانت الصين تتعرض للهزائم.
من ينظر إلى الوضع فى لبنان يتصور أنه يعيش فى مسرح اللا معقول، استمرار وتسارع وتيرة الانهيار الذى حذر منه ومن تداعياته المخيفة والمختلفة كثيرون، فيما تقوم اللعبة السياسية حول تشكيل الحكومة وتحديدا حول شكل الحكومة، كما لو أن لبنان يعيش ظروفا طبيعية. لعبة يؤثر بها استحقاق الانتخابات الرئاسية القادمة.
حين دعاني نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي أنا والزميل حسين أيوب الى مكتبه النيابي في بيروت لإهدائنا مسودة كتابه ذي العنوان الجميل "أجمل التاريخ كان غداً" المُقتبس من قصيدة للشاعر الراحل سعيد عقل (مرّ بي)، شعرتُ بأن هذا السياسي المُعتّق كخوابي النبيذ في منطقته البقاعية، والخطيبُ الذي غازل تفاصيل لغة الضاد حتى انصهر بها، قرّر بعد هذا العمر الطويل في العمل السياسي، وبرغم شباب الروح وحيوية نشاطه اليومي، أن يترُكّ للأجيال المقبلة تفاصيل دقيقة من تاريخ لبنان الحديث، ومن تاريخ العلاقات اللبنانية - السورية، لم يعرف كواليسها غيره، خصوصا حين صادق الحاكمَ السوري للبنان آنذاك اللواء غازي كنعان. ولا شك انها اعترافات كافية لإدانة طبقة سياسية كاملة في لبنان.