
الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله حتمية، وقد تحدث خلال الأشهر الستة إلى الثمانية المقبلة، "ومن المهم أن نكون واضحين بشأن هذا الأمر قدر الإمكان"، بحسب ستيفن كوك في مجلة "فورين بوليسي"(*)
الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله حتمية، وقد تحدث خلال الأشهر الستة إلى الثمانية المقبلة، "ومن المهم أن نكون واضحين بشأن هذا الأمر قدر الإمكان"، بحسب ستيفن كوك في مجلة "فورين بوليسي"(*)
لسنوات عديدة كانت رؤية دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن موضع سخرية باعتبارها فكرة ساذجة إلى حد ميؤوس منه، ووهماً خطيراً. وبعد عقود من الدبلوماسية الفاشلة التي قادتها واشنطن، اقتنع العديد من المراقبين أن "حلم الدولتين" قد مات، ولم يبق سوى دفنه. لكن ليس هذا رأي مارتن إندك (*) الذي يرى أن كل البدائل المتوفر تعني كوارث أكبر، وأن "طوفان الأقصى" فرصة مناسبة جداً لإحياء "حل الدولتين" وعلى جميع الأطراف استغلالها.
إنّ مسارعة أميركا إلى الانخراط في الحرب الإسرائيليّة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قد تكون وسيلة لجعل الرأي العام ينسى أنّ واشنطن قد خسرت في حرب أوكرانيا وباتَ لديها مسرح للعمليات يُمكنها أن تناور فيه بحرّية بعيداً في سياق الحرب المتدنّية التوتّر مع إيران عبر سوريا والعراق ولبنان واليمن.
برغم أن حرب غزة، سرقت الكثير من الاهتمام الدولي بالحرب الروسية-الأوكرانية، فإن النزاع الأوكراني الذي دخل أمس (السبت) عامه الثالث، لا يزال نقطة الارتكاز في المواجهة الأوسع بين روسيا والغرب، ولا تزال مفاعيله تلقي بثقلها على القارة الأوروبية والعالم، وتفرض عليهم تحديات استراتيجية، من الأمن إلى التبدل الحاصل في مجتمعات أخذت تنحو منحى اليمين المتطرف.
بوتيرة واحدة وبتوقيت واحد، وبصياغات وأساليب متعددة، تأتي المعلومة لوسائل الإعلام الأميركية والغربية، وتبدأ بعزف النوتة على آلات متعددة، كي تُسمع العالم أجمع أن هناك "خلافاً" ما، بين الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو.
أعادت عملية "طوفان الأقصى" البطولية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إحياء القضية الفلسطينية، بعدما كانت الولايات المتحدة الأميركية تعمل مع الكيان الإسرائيلي ودول عربية على إنهاء هذه القضية، وتحويل إسرائيل إلى "دولة" طبيعية في المنطقة ودمجها فيها على كل المستويات السياسية، الاقتصادية والأمنية، وتحويل الوعي العربي من رؤية الصراع مع الكيان، من صراع عربي إسرائيلي إلى مجرد صراع على مناطق جغرافية بين إسرائيل والفلسطينيين، وبالتالي إعادة رسم الوضعية الإسرائيلية في الشرق الأوسط وفق هذه الترتيبات.
هل يُمكن أن نتعايش مع إسرائيل؟ سؤال يَطرَحهُ المواطن العربي أو يُطرَح عليه منذ العام 1948. برأيي، في السؤال خطأ جوهري، لأن مضمونه يُحمّل الضحيّة تبعات جريمة المغتصب. ما يجب أن نُفكّر به بإلحاح وتشدّد هو: هل أن إسرائيل مستعدّة فعليّاً للتعايش معنا؟ الجواب: ما يمنع إسرائيل من التعايش معنا (مع الفلسطينيّين تحديداً) هو إسرائيل نفسها. كيف؟
يُقال إن الرئيس الأميركي جو بايدن، وفي مجالسه الخاصة، يتأفف ويتبرم ويُكيل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو أقذع الصفات، لأنه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر بنى الأخير سياسته على الأخذ وليس على العطاء، مما أوقع بايدن في حرج كبير وأظهره بمظهر العاجز عن إحداث تغيير مسار الحرب في غزة. يحدث هذا برغم أن الرئيس الديموقراطي قدّم لإسرائيل ما لم يُقدّمه رئيس أميركي لها منذ العام 1948.
نشر المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) تقريراً أعده الكاتب والباحث الفلسطيني المخضرم أنطوان شلحت يتناول وقائع من العلاقات الأميركية الإسرائيلية في أعقاب "طوفان الأقصى" تؤشر "إلى تباين في موقفي البلدين حيال حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشاملة على قطاع غزة، ويتعلق هذا التباين، أساساً، بسير الحرب واتجاهاتها المتوقعّة من جهة، وبالمسار المتعلق في ما يوصف بـ"اليوم التالي" للحرب من جهة أخرى". ما هو أبرز ما تضمنه هذا التقرير؟
الحكم التمهيدى التاريخى الذى أصدرته محكمة العدل الدولية يوم 26 يناير/كانون الثاني 2024 بالمطالبة باتخاذ إجراءات احترازية لحماية الشعب الفلسطينى فى غزة لحين صدور الحكم النهائى والذى صدر بأغلبية ساحقة تكاد تصل إلى حد الإجماع حيث لم يصوت ضده سوى عضو واحد من مجموع أعضاء المحكمة البالغ عددهم 15 عضوا بالإضافة إلى القاضى المؤقت المعين من إسرائيل.