
عندما ستُقرأ هذه السطور سيكون الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب في سياق تأدية القسم الدستوريّ لبداية ولايته الجديدة. وسيشرع بعدها بتوقيع أوّل أوامره الإداريّة التي ستُحدّد ملامح سياساته طيلة فترة هذه الولاية.
عندما ستُقرأ هذه السطور سيكون الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب في سياق تأدية القسم الدستوريّ لبداية ولايته الجديدة. وسيشرع بعدها بتوقيع أوّل أوامره الإداريّة التي ستُحدّد ملامح سياساته طيلة فترة هذه الولاية.
سوريا في العام 1957 وسوريا في العام 2024. الكثير تغيّر فيها وفي الشرق الأوسط، ولكن الكثير أيضا فيهما لم يتغير. كيف؟
شهدت تمرحلات "الحزب العلوي" محطات ومفترقات تاريخية عدة على وقع الحمولات التي فرضها طموح الرسالة إلى العالمية، والذي ظهر جلياً في "غزوة خيبر" (3 هـ)، لكن الأبرز منها كان في صفين (35 هـ) التي انتهت بانتصار معاوية بن أبي سفيان على علي بن أبي طالب، ومن ثم نظيرتها "معركة الطف/ عاشوراء" (61 هـ)، التي شهدت تكراراً للأولى ما بين جيل الأبناء.
أعاد سقوط النظام السوري بقيادة بشار الأسد تحديد الاتجاهات والأولويات في ما يخص الواقع السياسي اللبناني، كأنّها لعبة الأواني المستطرقة، من بيروت إلى بغداد مروراً بدمشق.
إنّ تقييم نتيجة أي حرب في أي مكان وزمان تعتمد بصورة أساسية على نتائج الحرب، إذ لا يعقل أن يُصار إلى تقييم حدث ما قبل تبلور نهاياته. الحرب التي يشهدها الشرق الأوسط منذ لحظة "طوفان الاقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 هي من أعنف وأقسى وأطول الحروب التي شهدتها المنطقة، برغم أنها لم تنته فصولاً وتداعياتها ما تزال مفتوحة على احتمالات شتى.
رَحَلَت سلطة سوريّة مستبدّة ومجرِمة بحقّ أبناء وطنها وخائنة لمقدّراته إلى غير عودة. لم يكُن لبلدٍ بحجم سوريا وأهميّتها في العالم العربي أن تحكمه أسرة في ظلّ نظامٍ اختاره مواطنوه جمهوريّاً. ولم يكُن لخيارات رئيسٍ أن يأخذ شعب سوريا إلى التشرذم والعوز بدل أن يُوحّده ويحميه، وأن يُضعِف مؤسّسات دولته كي ينهار جيشه بين ليلةٍ وضحاها.
قد تكون سوريا أكبر جائزة جيوسياسية يحصل عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ وصوله إلى الحكم قبل نحو ربع قرن. توازن القوى الجديد الذي أعقب سقوط نظام بشار الأسد وانكفاء النفوذين الإيراني والروسي، يمنح تركيا موقع القوة العظمى الإقليمية.
فجر أو صباح ٨ كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٤: هل سقط "نظام الأسد" حينَها.. أم أنّ "الشّام" هي التي سقطت في حقيقة الأمور ومضمونها؟ هذا ما ستُبيّنه لنا الأيّام، مع رجائي الصّادق بأن يكون ما حصل هو مُجرّد سقوطٍ لنظام ولطبقة حاكِمة.. لا سقوط لشامِ "المَجْدِ لم يَغِبِ" على حدّ تعبير الرّاحل الزّحليّ الكبير الأستاذ سعيد عقل.
ما هي نظرة باريس إلى مستجدات الوضع في كل من لبنان وسوريا؟ وكيف ستتحرك العاصمة الفرنسية في اتجاه هذين البلدين والتي تربطها بهما علاقات قديمة وتاريخية وتعتبر أن لها فيهما مصالح عميقة ومتعددة؟
لماذا سقط نظام بشار الأسد بمثل هذه السهولة؟ ولماذا تخلى عنه الجميع؟ والأهم: لماذا تخلى عنه شعبه بمثل هذه السهولة؟ وربما يكون السؤال الأهم: لماذا يسقط الطغاة رغم ثقتهم المطلقة بأنهم مخلدون فى الأرض حتى الأبد؟