
قد تكون سوريا أكبر جائزة جيوسياسية يحصل عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ وصوله إلى الحكم قبل نحو ربع قرن. توازن القوى الجديد الذي أعقب سقوط نظام بشار الأسد وانكفاء النفوذين الإيراني والروسي، يمنح تركيا موقع القوة العظمى الإقليمية.
قد تكون سوريا أكبر جائزة جيوسياسية يحصل عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ وصوله إلى الحكم قبل نحو ربع قرن. توازن القوى الجديد الذي أعقب سقوط نظام بشار الأسد وانكفاء النفوذين الإيراني والروسي، يمنح تركيا موقع القوة العظمى الإقليمية.
فجر أو صباح ٨ كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٤: هل سقط "نظام الأسد" حينَها.. أم أنّ "الشّام" هي التي سقطت في حقيقة الأمور ومضمونها؟ هذا ما ستُبيّنه لنا الأيّام، مع رجائي الصّادق بأن يكون ما حصل هو مُجرّد سقوطٍ لنظام ولطبقة حاكِمة.. لا سقوط لشامِ "المَجْدِ لم يَغِبِ" على حدّ تعبير الرّاحل الزّحليّ الكبير الأستاذ سعيد عقل.
ما هي نظرة باريس إلى مستجدات الوضع في كل من لبنان وسوريا؟ وكيف ستتحرك العاصمة الفرنسية في اتجاه هذين البلدين والتي تربطها بهما علاقات قديمة وتاريخية وتعتبر أن لها فيهما مصالح عميقة ومتعددة؟
لماذا سقط نظام بشار الأسد بمثل هذه السهولة؟ ولماذا تخلى عنه الجميع؟ والأهم: لماذا تخلى عنه شعبه بمثل هذه السهولة؟ وربما يكون السؤال الأهم: لماذا يسقط الطغاة رغم ثقتهم المطلقة بأنهم مخلدون فى الأرض حتى الأبد؟
كان المشهد آنذاك خارجاً عن المألوف. في حزيران/يونيو 2000، وبعد أيام على وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد (الأب)، كان مئات من مقاتلي حزب الله، بزيهم العسكري الأسود (لباس قوات التعبئة في الحزب)، يصطفون في عرض عسكري في القرداحة، أمام الرئيس بشار الأسد (المخلوع)، وإلى جانبه كان يقف كلٌ من الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيّد حسن نصرالله، ووزير الدفاع السوري آنذاك مصطفى طلاس. كان ذلك المشهد "رسالة"، تبدَّت مفاعيلها التنفيذية بعد 12 عاماً، عندما أضحت رئاسة الأسد (الإبن) ونظامه محل تهديد.
مرّ أسبوع على سقوط نظام البعث وآل الأسد في سوريا ولا تزال الأسئلة تتوالد بشأن أسباب الانهيار السريع لهذا النظام الذي حكم سوريا برئيسين فقط على مدى 54 عاماً، كما تتوالد الأسئلة أيضاً عن أبرز الخاسرين وأبرز الرابحين من هذا الانهيار، ولا يقل عنها عدد الأسئلة عن الاتجاه الذي تنحو إليه الدولة السورية الجديدة.
ما تزال الأحداث في سوريا في حالة من التدفق، بحيث يصعُب الخروج بتصور دقيق للمستقبل. إنما الواضح حتى الآن، هو بروز لاعبين جدد في الداخل والإقليم على حساب القوى التي سادت لعقود. وهذا، بدوره، لا بد أن يفرز واقعاً جديداً لهذا البلد المحوري.. وربما لسائر بلدان المنطقة.
لطالما التحفت العديد من الأنظمة الديكتاتورية والأحزاب في وطننا العربي رداء تحرير فلسطين، لتأتي الوقائع وتُبيّن لنا العكس.
سقوط النظام السوري ليس وليد لحظة. هو مسار تاريخي دشّنت آخر فصوله الثورة السورية عام 2011 وصولاً إلى الاقتتال الداخلي الذي انخرطت فيه دول عديدة وما رافقه من ضغوط خارجية على النظام السوري، كان أصعبها "قانون قيصر" بما رتّب من نتائج كارثية على الشعب السوري ولا سيما وظائف القطاع العام، بما فيها الجيش وباقي المؤسسات الأمنية.
لم يعتد اللبنانيون التعامل مع خطر مماثل للتفكك السوري الراهن بعدما تفجّر المجتمع السوري في العام 2011 بصواعقَ خارجية وداخلية.