
بالأمس، أطل علينا بهاء الحريري ببيان سياسي يحتاج إلى مكتب سياسي لصياغته، فمن أين إستولد كل هذه القدرات والإمكانات ومن أعطاه تفويض النطق بإسم ثورة 17 تشرين/أكتوبر في بيروت والشمال؟
بالأمس، أطل علينا بهاء الحريري ببيان سياسي يحتاج إلى مكتب سياسي لصياغته، فمن أين إستولد كل هذه القدرات والإمكانات ومن أعطاه تفويض النطق بإسم ثورة 17 تشرين/أكتوبر في بيروت والشمال؟
مرعب ومخيف كان مشهد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. موت مُفجع سيعلن بدء "مظلومية سنية لبنانية". الاغتيال استهدف توازناً في قوى المنطقة وليس لبنان. هذا التوازن بدأ يترنح منذ سقوط العراق في العام 2003، وطوى مع القرار 1559، مرحلة إستفاد منها لبنان طوال 14 عاماً، وتحديداً منذ 13 تشرين الأول/أكتوبر 1990، وكان أحد أبرز أعلامها رفيق الحريري. رجلٌ جسد مرحلة إقليمية ودولية، ومثّل حلماً لبنانياً تمتع بقدر من الاستثنائية، وكذلك بقدر وازن من الشعبية.
قال سعد الحريري كلمته، في ذكرى إستشهاد والده، ومشى، لكن إلى أين؟ حتماً إلى الدرب الذي يصل في نهايته إلى نعيم السلطة. درب يختصر رحلة الحريرية، من رفيق الحريري إلى سعد الحريري.
حدثان خلال الاشهر الماضية كان لهما أثر على دينامية صراع النفوذ بين اميركا وايران في لبنان: انتفاضة شعبية مستمرة على الطبقة السياسية المدعومة بشكل رئيسي من واشنطن وطهران والقرار الاميركي بقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني. النتيجة كانت ارباك لسياسة البلدين حيال لبنان وخلط اوراق نتج عنه استقالة حكومة سعد الحريري وتشكيل حكومة حسان دياب. بعد هدوء عاصفة التوتر الاميركي-الايراني، الى اين تذهب دينامية صراع النفوذ بين واشنطن وطهران في لبنان؟
نجحت ماكينة تيار المستقبل الإعلامية في الترويج لخطاب سعد الحريري في الذكرى الـ 15 لإستشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. قالت إنه سيكون خطاباً "إستثنائياً" و"جديداً" و"ثورياً" و"تاريخياً"، و"سيسمي الأشياء بأسمائها"، و"لن يترك للصلح مطرحا مع أحد"، فإذا به خطاب عادي يحتمي بمناسبة سنوية يتيمة، بينما هناك شارع لا بل شوارع، في البيئة الحريرية، باتت تغرد في مكان آخر.