
مرةً أخرى نقع في خطأ الخلط بين النتيجة والسبب. نقع واعين، غير آسفين ولا معتذرين، حجتُنا أن المرحلة محل البحث أو الرأي لا تتحمل ضغطاً آخرَ ولو كان عاطفياً أو إنسانياً.
مرةً أخرى نقع في خطأ الخلط بين النتيجة والسبب. نقع واعين، غير آسفين ولا معتذرين، حجتُنا أن المرحلة محل البحث أو الرأي لا تتحمل ضغطاً آخرَ ولو كان عاطفياً أو إنسانياً.
في أعقاب التطورات الدراماتيكية الحاصلة على الجبهة السوفيتية الألمانية، في أيار/مايو 1945، وصولاً إلى انتحار أدولف هتلر في الأيام الأخيرة من هذا الشهر الأخير، كانت اليابان قد اتخذت قراراً يقضي بموافقتها على وقف إطلاق للنار بالشروط التي وضعتها قوات "الحلفاء".
الزميل أنطوان شلحت، الصحافي المخضرم والمحرر في مركز "مدار" (المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية)، يُقدّم في هذا النص قراءته لما بعد "حرب إيران الأولى"، العبارة التي تعني، وفق القاموس الأميركي - الإسرائيلي، أن لهذه الحرب تتمتها الثانية والثالثة حتى تحقيق أهدافها، وأولها تدمير البرنامج النووي الإيراني.
عملية الإخراج التي حكمت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، كما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 24 حزيران/يونيو، سوف تبقى مرهونة بمستقبل العلاقة الأميركية – الإيرانية، واحتمال إحياء عملية التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني الذي أصيب بأضرار كبيرة نتيجة لعمليات القصف الجوي الإسرائيلي – الأميركي، لكنه لم يُدمَّر ويمكن إعادته إلى العمل مجدداً، بحسب العديد من الخبراء.
ذهب المحللون بعيداً في تحليلاتهم حول الانقلاب المفاجئ في الموقف الأوروبي، من لغة مُطبّعة مع فعل العقاب الجماعي، إلى لغة تدين الـ"تمادي" الإسرائيليّ وتبدي قلقاً ازاء مصير الجمع البشري المجوّع في قطاع غزة. يتفاعل الخطاب العام مع هذا التحوّل، تارة بإدانة تأخّره وتارة أخرى بالتصفيق له ودعوة الانظمة العربية أو كما يحب الكثيرون وصفهم بـ"الحكام العرب"، إلى استثمار هذا التغيير من أجل تخفيف بعض من المأسي التي يعيشها الفلسطينيون في ظل المقتلة المستمرة بحق وجودهم ببعديه المادي والوجداني. وبين هذا وذاك يبقى لسان حال الكتابات الصحفية والأكاديمية على حد سواء هو البحث عن معضلة "الحل العادل للقضية الفلسطينية"، بعيداً عن أي تحليل ماديّ أو أيديولوجي لراهنية البنية الفلسطينية من جهة والإسرائيلية من جهةٍ أُخرى.
بعد اثني عشر يومًا من المواجهة العنيفة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، انتهت الجولة باتفاق على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب"، جوهره الأساس تفادي انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن وقف لاطلاق النار بين "اسرائيل " وإيران فجر اليوم (الثلاثاء)، ما فتح باباً عريضاً للاجتهاد في تفسير هذا الاتفاق، وما زاد في اشكالية التفسير هو اغتيال "إسرائيل" لعالم نووي ايراني بغارة جوية على طهران، الأمر الذي أعقبته رشقة صاروخية إيرانية طالت منطقة بئر السبع. وبمعزل عن أي تفسير، فإن "إسرائيل" لا تستطيع أن تلعب بوقف إطلاق النار مع ايران كما تفعل مع لبنان منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
يسود مناخٌ من الإحباط شعوب المنطقة نتيجة الحرب التى أطلقتها إسرائيل أصلا، والولايات المتحدة لاحقاً، على إيران. إحباطٌ يطالُ حتّى لدى أولئك الذين كرهوا «نظام الملالى» وحلفاءه سواء لما كان لإيران من نفوذٍ خارج حدودها أو لانخراط إيران فى الصراعات الإقليميّة أو فقط نتيجة التجييش الطائفى بين المسلمين السنّة والشيعة.
إسرائيل عالقة في الفخ الإيراني ولن تتمكن من القضاء على برنامج إيران النووي، ولا تغيير النظام في طهران. وقد تجدُ نفسها - قريباً- في مواجهة احتمال امتلاك إيران أسلحة نووية سرّية. وقد لا تجد مفراً من وهم "القنبلة الذكية"، أو من الوقوع- ومعها الولايات المتحدة- في مستنقع آخر في الشرق الأوسط، بحسب روبرت أ. بابي (*) في "فورين أفيرز".
حين وجّهت إسرائيل ضربة موجعة ومباغتة وسريعة إلى إيران، دفعتها إلى استبدال "ديبلوماسية الصبر الاستراتيجي" التي اتّبعتها معها ومع الولايات المتحدة، بـ"ديبلوماسية المواجهة الاستراتيجية"، وهذه الأخيرة لم تكن إيران قد استعدّت لها، فقد ظلّت إيران تتجنّب العواقب السياسية والعسكرية والاقتصادية والقانونية للمجابهة المباشرة، واستعاضت عنها بمشاغلات عسكرية يقوم بها أنصارها، سواء في فلسطين أو سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن.