قاربت حرب الإبادة على فلسطينيي غزة التي تخوضها الولايات المتحدة من خلال "إسرائيل" بلوغ الشهر الخامس، في أطول حرب يخوضها "جيش" الكيان منذ 1948 عام النكبة.
قاربت حرب الإبادة على فلسطينيي غزة التي تخوضها الولايات المتحدة من خلال "إسرائيل" بلوغ الشهر الخامس، في أطول حرب يخوضها "جيش" الكيان منذ 1948 عام النكبة.
إنها لعبة الوقت. أدمنها أهل السياسة في لبنان وأصابت عدواها أهل الحل والربط خارج بلدنا. وحدهم المواطنون العاديون يمقتون هذه اللعبة. مآسيهم لا تحتمل التأجيل من جريمة القرن ـ سرقة ودائعهم إلى يومياتهم التي تعطيهم الدليل تلو الآخر بأنهم يعيشون زمن الإذلال، بأفضل تعبير مهذب، لكن الأخطر، حالياً، هو قرع طبول الحرب جنوباً.. ماذا عن تلك المخاوف وماذا عن رئاسة الجمهورية المؤجلة؟
باقتضاب شديد، وضع الأستاذ ناصيف حتّي طرح الدولتين كحل وحيد للقضية الفلسطينية، فقال "إذا كان حل الدولتين صعب التحقيق بسبب ما أشرنا إليه من متغيرات على الأرض، فإنه يبقى الحل الوحيد الممكن للتسوية النهائية الشاملة والواقعية للقضية الفلسطينية التي هي قضية حقوق وطنية لشعب يريد التعبير عن هويته عبر إقامة دولته المستقلة. وبعدها يمكن البحث، كما يدعو البعض، بأي صيغ تعاونية ثنائية أو إقليمية لتعزيز السلام في المنطقة".
إنّ مسارعة أميركا إلى الانخراط في الحرب الإسرائيليّة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قد تكون وسيلة لجعل الرأي العام ينسى أنّ واشنطن قد خسرت في حرب أوكرانيا وباتَ لديها مسرح للعمليات يُمكنها أن تناور فيه بحرّية بعيداً في سياق الحرب المتدنّية التوتّر مع إيران عبر سوريا والعراق ولبنان واليمن.
مرة بعد أخرى، وحقبة بعد أخرى يطرح سؤال الدولة الفلسطينية نفسه دون أن تتبدى أية فرص ملموسة، أو خطط متماسكة على الأرض، حتى بدا الكلام كله أقرب إلى التهويمات المراوغة.
"الذّاكرة لا تقتُل، تؤلم ألماً لا يطاق، ربما.. ولكننا إذ نطيقه تتحوّل من دوامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه، نقطع المسافات، نحكمه ونملي إرادتنا عليه".
هل أهملنا المساعي نحو بناء الدّولة في العالم العربي؟ هل ارتدّينا إلى أفكار شبيهة بالأفكار الشّموليّة المؤّسسة للكثير من الاستلابات والمظالم؟ هل نحن نعيش ارتكاسةً حقيقيّة في الوعي العام بعد الأحداث التي وقعت في غزّة، أم أنّ الحدث الغزّاويّ أعاد تشكيل الأولويّات وفحص السّرديّات بالشّكل الذي زعزع البنى "الحداثويّة"، ويكاد يعيد للبنى التّقليديّة دورها وفعاليّتها، أم أنّ مبنىً ثالثاً أخذ يشقّ طريقه؟
كل ما جرى ويجري أمامنا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر يكشف المنابت الفكرية للاستعمار والصهيونية. الفكرتان اللتان تشجعان على القتل والتهجير والإبادة الجماعية من جهة وعزل العرب والمسلمين عن بعضهم البعض وعن قضاياهم من جهة ثانية، فيصبحون منعدمي الإرادة لا يجتمعون حول أي قضية مثل النبات المحروم من كل ظروف النمو والحياة الطبيعية والمُعرض بالتالي للذبول والتلف والموت.
عند كل مرحلة إقليمية فارقة تعود الأطراف الإقليمية لترداد سردية واحدة وهي عودة "الإسلام السياسي" للمشهد من رحم التحول أو الحدث المفاجئ وغير المتوقع، وهذا الحديث يعيد النقاشات في أروقة متعددة، مراكز صنع القرار ودوائر الاستخبارات وتتلقفه مراكز الدراسات والأبحاث العالمية والعربية، لتعيد فتح فصول نقاشه من جديد.
أجرى الباحث الفلسطيني كريم قرط، وهو حاصل على شهادة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية من جامعة بيرزيت، قراءة في نص نشره موقع "زمان يسرائيل" للباحث الإسرائيلي أور لافي، بتاريخ الثاني عشر من كانون الثاني/ يناير 2024، وتضمن مقاربة لما أسماها "فكرة الهجرة الطوعية" الفلسطينية من قطاع غزة. وفي ما يلي النص الكامل للقراءة ومعها الترجمة الحرفية لمقالة أور لافي، وفق النص المنشور في موقع مؤسسة الدراسات الفلسطينية.