
حين قرأتُ «ميكروفون كاتم صوت» للأديب محمد طرزي، شعرتُ أنني أفتح نافذة على زمن لم يُمهلنا؛ زمنٌ سقط بثقله المتسارع فوق أرواحنا ومصائرنا في حقبة 2018-2022، حتى تعذّر علينا التقاط أنفاسنا.
حين قرأتُ «ميكروفون كاتم صوت» للأديب محمد طرزي، شعرتُ أنني أفتح نافذة على زمن لم يُمهلنا؛ زمنٌ سقط بثقله المتسارع فوق أرواحنا ومصائرنا في حقبة 2018-2022، حتى تعذّر علينا التقاط أنفاسنا.
لما تقدّم العمر بالحاج مسعود بن حمَّاد السّْبَيْطي وكَبُر في السّن، ضعفت قدراته وأصابه الوهن والخرف، ولم يعد بإمكانه التعرف على أولاده وأحفاده. فجأة، أدركت العائلة أن ذاكرة الجد تتدهور وتسوء بشكل ملحوظ، صار وضعه مزعجاً أكثر، وبخاصة عند تكراره أسئلة وعبارات كان لا يتعب من رميها في وجه من يقترب منه:
تمتلك عزة طويل قدرة فريدة على نسج عوالم جديدة وإحياء شخوص روايتها بمهارة تجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش داخل نصها لا بل يكون أحياناً شريك الكاتبة، قصصاً، فكرةً، أسئلةً، وعوالم نفسية.
"الذّاكرة لا تقتُل، تؤلم ألماً لا يطاق، ربما.. ولكننا إذ نطيقه تتحوّل من دوامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه، نقطع المسافات، نحكمه ونملي إرادتنا عليه".
واجب الرواية أن تمتع القارئ. هذا ضروري وغير كافٍ. واجب كاتب الرواية أن يقول شيئاً يفيد معنى أو مغزى إنسانياً، وإلا تكون الرواية مجرد لهو وعبث. على كل حال، اللهو ليس عيباً، إلا إذا كان العبث العدمي هدف الكاتب.