
لم تعد السعودية "شريكاً تلقائياً" لأميركا. والعلاقة الإستراتيجية الحميمة التي سادت خلال العقود الماضية لن تعود. لكن لا يزال من الممكن إقامة تعاون محدود، حتى لو استمرت السياسات الداخلية، من الجانبين، في افتعال الصعوبات. كيف ذلك؟
لم تعد السعودية "شريكاً تلقائياً" لأميركا. والعلاقة الإستراتيجية الحميمة التي سادت خلال العقود الماضية لن تعود. لكن لا يزال من الممكن إقامة تعاون محدود، حتى لو استمرت السياسات الداخلية، من الجانبين، في افتعال الصعوبات. كيف ذلك؟
نقلت وكالة "رويترز" في 11 كانون الأول/ديسمبر 2022، تصريحاً أطلقه عاموس هوكستين، المستشار الأول في مجال الطاقة للبيت الأبيض، حين عبّر عن غضبه من رفض المستثمرين في مجال النفط الصخري (Shale oil)، أن يقوموا برفع معدلات الحفر لاستخراج الزيت، واصفاً توجههم بأنه موقف "غير أميركي"!
نشر موقع project syndicate مقالا للدبلوماسي الأمريكي السابق ريتشارد هاس، تناول فيه توقعاته لهذا العام بشأن أبرز الأحداث الدولية، بدءا من التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، مرورا بمسألة تغير المناخ، وانتهاء بالقضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني. ما هي أبرز توقعات هاس؟.
مضت الرياض في قرار "أوبك بلاس" خفّض إنتاج النفط، متجاهلة بذلك إلحاح واشنطن على فعل العكس، أي زيادة الإنتاج وضبط الأسعار، ما يشير إلى أن السعودية لم تعد داعماً تلقائياً لإستراتيجية أميركا الكبرى، وأن "العلاقة الحميمة" التي سادت بين البلدين لعقود لن تعود. ولكي تبقي واشنطن السعودية إلى جانبها عليها تقبل فكرة أنه "لا ينبغي عزل محمد بن سلمان أو الالتفاف عليه"، بحسب "فورين أفيرز"(*)
قليلون هم من حققوا مكاسب سياسية أو اقتصادية من الحرب على أوكرانيا وتداعياتها، وكثيرون هم المتضررون من تلك الحرب، وعلى رأس الذين حققوا مكاسب تأتى الصين وتركيا والسعودية وفنزويلا.
"في ليلة عيد الميلاد، يبدو أن الجميع يقوم بإصدار التوقعات. صنع الكثيرون فرضيات مستقبلية، كما لو كانوا يتنافسون على انتقاء أكثرها جموحاً، أو حتى أكثرها سخافة. ها هو إسهامنا المتواضع. ماذا يمكن أن يحدث في 2023"؟
يُمكن القول إن أزمة الطاقة التي تجتاح العالم حاليًّا والتي بدأت في كانون الثاني/يناير 2021، أي قبل أربعة عشر شهرًا من بدء النزاع الروسي الأوكراني، هي أخطر وأشدّ أزمة مرّت وتمر على العالم منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن، من حيث إلحاقها ضَّررًا وخيمًا في اقتصاد العالم وإحداث تضخُّم مالي وضمور اقتصادي كبير جدًّا.
"لا تستهينوا أبداً بقوة الإنكار". جملة عبقرية ذكرها أحد أبطال فيلم American Beauty الشهير. لن أفسر الآن لم استدعيت هذا الاقتباس بالتحديد. لنُذكّر أولاً بمناسبة "طبخة مينسك" التي جعلت كلاً من المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند، يُعلنا أن اتفاقية ميسنك كانت "خدعة"، مصممة لإعطاء الوقت لأوكرانيا لكي تستعد عسكرياً للحرب.. وقد سقطت روسيا في هذا الفخ "بسذاجة"!
أسدل العام الماضي الستار على أكبر تحول في التوازنات الدولية منذ إنتهاء الحرب الباردة وتفكك الإتحاد السوفياتي وقيام نظام عالمي جديد أحادي القطبية تقوده الولايات المتحدة. حاولت روسيا في أوكرانيا أن تعيد كتابة التاريخ بتأسيس نظام متعدد الأقطاب يرث أميركا مهتزة من الداخل، وتجرجر أذيال الخيبة من أطول حرب في أفغانستان.
العام 2022؛ إنه عام «الحرب العالمية الثالثة: الفوضى الغريبة». لا نقول 2023 هو عام الحرب، الحرب بدأت قبل عام 2022 ولكنها خرجت إلى الملأ في 24 شباط/فبراير 2022 عندما انطلقت أول رصاصة من روسيا نحو أوكرانيا.