عندما قرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية، إنما قرّر أن ينظر فقط إلى الساحة الداخلية، لينقلب السحر على الساحر. نعم، انقلبت السياسة الداخلية رأساً على عقب ولكن ليس لمصلحة الأكثرية التي كانت تلتف حول ماكرون.
عندما قرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية، إنما قرّر أن ينظر فقط إلى الساحة الداخلية، لينقلب السحر على الساحر. نعم، انقلبت السياسة الداخلية رأساً على عقب ولكن ليس لمصلحة الأكثرية التي كانت تلتف حول ماكرون.
مرحلة المفاوضات التي سبقت الحرب على العراق في عام 2003، والتي عبّرت خلالها فرنسا عن معارضتها للسياسة الأمريكية، أطلقت العنان في أمريكا وبريطانيا لحملة قوية من الـ“فرانكوفوبيا” (رهاب فرنسا)، لا مثيل لها ربّما في التاريخ المشترك لهذين البلدين. عن هذه القضية يكتب كريستيان جوري في "أوريان 21" بالفرنسية، وتولى الترجمة إلى العربية الزميل حميد العربي من أسرة الموقع نفسه.
كلامٌ كثيرٌ متداولٌ حول مستقبل المساعي الفرنسية للمساعدة في ايجاد مخارج للأزمات المستعصية والمتفاقمة في لبنان وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي، وذلك في ضوء الاتصالات والمشاورات الديبلوماسية الأخيرة التي شهدتها باريس وتزامنها مع تزايد حجم المشاكل السياسية والاجتماعية الداخلية التي يواجهها الرئيس إيمانويل ماكرون.
قواعد اللعبة الفرنسية تكاد تتقوض، النخب السياسية مأزومة حد الاحتضار، والتوازنات اختلت حد بات وصول اليمين المتطرف إلى قصر الإليزيه مسألة وقت، إن لم يكن هذه المرة فى جولة الإعادة بين «مانويل ماكرون» و«مارين لوبان»، ففى مرة مقبلة.
في الحلقة السابقة من كتابه "انهض واقتل اولا، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الاسرائيلية"، أضاء الكاتب رونين بيرغمان على كيفية قيام عملاء الاستخبارات "الاسرائيلية" بتفجير اجهزة الطرد المركزي التي كانت قد صُنعت لمصلحة مفاعل "اوزيراك" النووي العراقي في معمل ضخم في الريفييرا الفرنسية.
ما أن هدأ غضب الفرنسي جراء الإلغاء المفاجئ لصفقة الغواصات النووية الفرنسية لأستراليا، حتى بدأ إيمانويل ماكرون يستعيد ما تيسر له من قوة منحتها له التسوية مع الولايات المتحدة.. وها هي تباشيرها تطل مع "الصفقات" في كل من أبو ظبي وجدة.
"نجيب ميقاتي الجديد". هذا أدق توصيف لمشهدية رئيس حكومة لبنان لحظة خروجه من قصر الإليزيه ووقوفه على يمين رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، قبل أن يضع الإثنان حكومة لبنان الجديدة على سكة خارطة الطريق التي رسمتها المبادرة الفرنسية لـ"إنقاذ لبنان" قبل سنة من الآن.
كأن التدمير الممنهج الذي يعيشه لبنان حالياً، هو جزء من الصدام او الصفقة، فالأحداث في لبنان، كالاغتيالات، تحصل في لحظة صدام أو صفقات اقليمية ودولية، ويكون اللبنانيون فيها مجرد بيادق على رقعة الشطرنج.
ايمانويل ماكرون في بيروت. زيارة هي الرابعة لرئيس فرنسي إلى بيروت في ظروف إستثنائية. زيارة شكّلت بأبعادها السياسية والإنسانية، أول خرقٍ للحصار الدولي الذي يتعرض له لبنان. زيارة أعطت لفرنسا رصيداً لبنانياً، سياسياً وشعبياً، وتخللها أول موقف دولي يعلن بالفم الملآن أن صيغة الطائف التي ولدت قبل 31 سنة قد إستنفذت غايتها وصار لا بد من عقد سياسي جديد بين اللبنانيين.
في معمعة البحث عن خلاص لبنان من أزماته السياسية المتلاحقة، ووضع حدٍّ لانفلاته الأمني القابل للاشتعال أكثر، وتوفير مُسكّنات لوضعه المالي المنهار، علينا أن نطرح السؤال الأهم: هل ان ما يحصلُ في لبنان عابرٌ أم ان وطننا فقَدَ دوره التاريخي لصالح دولٍ أخرى وان مصيره بالتالي مزيد من التدهور الداخلي والإهمال الخارجي؟