"ليس الحاضر مجرّد محطّةٍ انتقاليّة بين الماضي والمستقبل؛ بل هو وحدة الاثنين" (مارتن هايدغر «الكينونة والزمان»).
"ليس الحاضر مجرّد محطّةٍ انتقاليّة بين الماضي والمستقبل؛ بل هو وحدة الاثنين" (مارتن هايدغر «الكينونة والزمان»).
منذ تدخلها المباشر في الحرب السورية، عام 2015، اعتمدت روسيا على إيران في مساندة حليفهما المشترك (الرئيس بشار الأسد) وفي محاربة عدوهما المشترك (التنظيمات الإرهابية). في الوقت نفسه، كانت روسيا، وما تزال، تغض الطرف عن الاعتداءات "الإسرائيلية" ضد المصالح الإيرانية في سوريا، وآخرها الاغتيالات التي طالت قياديين من الحرس الثوري في دمشق. والسؤال: لماذا ترضى طهران بهذا الوضع؟
"محور المقاومة" يُعزز بصبر ومنهجية تحالف قواه عبر ساحة معركة إقليمية، ويفرض نفسه واقعاً صعباً لن تستطيع أميركا ولا الغرب تفكيكه بسهولة، بل عليهم الإستعداد لمواجهته لسنوات عديدة مقبلة ما لم تتوقف آلة القتل الإسرائيلية في غزة وينال الفلسطينيون دولتهم المستقلة القابلة للحياة، بحسب "فورين أفيرز" (*).
ما نفع الكلمات؟ الدم ينطق. القتل سخي. الحياة العادية ممنوعة. لا تفاؤل في أفق أعمى. هناك جديد جديد: الإقامة بين الأنقاض. القتل بلا عقاب. إفراغ الأرض من أبنائها. حراسة الآلام والأوجاع بالرجاء.
صباحاً، يجفّ الدم. مساءً يُحصي العدو المعتقلين. سقطت قلعة ليلاً: مخيّم مات أهله صباحاً. لا وقت للبحث عن رغيف. الطرقات فارغة. وحدها عاصفة القتل مشغولة بتحويل الأبنية إلى مقابر.
عندما قارب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الصراع مع العدو الصهيوني بالقول إنه لن ينتهي في هذه الجولة بل يُحسم بالنقاط وليس بالضربة القاضية، كانت قيادة العدو تحسب كلماته بميزان من ذهب، فقررت أن تذهب معه إلى "حرب النقاط" لتتمكن من تسجيل عدة نقاط لمصلحتها، ففي أقل من ثلاثة أسابيع اغتالت القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي الموسوي في دمشق والقيادي في "حماس" صالح العاروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية لبيروت فيما تولت الولايات المتحدة اغتيال أحد قادة "حركة النجباء" العراقية في قلب بغداد.
.. والعام يعتزم الرحيل أو يوصد أبوابه ويرحل، يترك لنا مساحات مكتظة بصور من المذابح المتنقلة من بيت لبيت، وشارع لشارع، ومدرسة لمدرسة، ومستشفى لمستشفى، وجامع لجامع آخر، وكنيسة لأخرى، وهكذا تطارد صواريخهم وأدواتهم «الحديثة والذكية جدا!» كل الأرواح الواقفة فى وجهها بلا سلاح سوى ربما اليقين أن الحق معهم.
صباح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بتوقيت طهران، يرنّ هاتف أحد كبار الضباط المسؤولين عن الملف الفلسطيني في "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري. عشرات التنبيهات في أقل من ساعة. ظنّ أن عطلا ما أصاب تطبيق إنذارات الصواريخ الإسرائيلي "تسوفار" المثبت في هاتفه. اتصال من صديق له يعمل في ذات القوة ببغداد، يمطره على الفور بوابل من الأسئلة حول ما يجري في غلاف غزة وكيف حصل ما حصل، وما هو سقف الهجوم.
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للكاتب روبي جرامر، يُقدّم فيه بعض التوقعات حيال ما سيحدث فى العام 2024، بناء على مقابلات أجريت على مدى الأسابيع والأشهر القليلة الماضية مع العشرات من صنّاع القرار، وصنّاع القوانين فى البرلمانات، وخبراء السياسة الخارجية، آملا أن تكون أغلب التوقعات خاطئة!
لا أعرف متى التصقنا بهذه الأرض وعشقنا هذا التراب. لعلّه مذ كنا. أي من بداية البدء. رملها سريرنا وأفقها سماء موشّحة بغيوم لها دائماً رائحة البرتقال، وصلوات بطقوس من همس الأرض. إننا ممتلئون تراباً. ليس من معجزة أن الغيوم تُقلّد صبر الأرض. وليس غريباً عنا أن دماءنا هدية الوجود. السماء أهدتنا الديانات. عشناها وعرفناها. بعضنا مات من أجلها، وبعضها قتلنا، لأن قداسنا اليومي وصلواتنا الواجبة كانت هوية حياتنا.