اقتربا وابتعدا، لكنهما ظلا حتى النهاية توءمًا ملتصقًا. لا يمكن الاقتراب من عوالم أحدهما دون التطرق بالفهم والاستيعاب لتجربة الآخر. إنهما الشاعران الفلسطينيان الكبيران «محمود درويش» و«سميح القاسم».
اقتربا وابتعدا، لكنهما ظلا حتى النهاية توءمًا ملتصقًا. لا يمكن الاقتراب من عوالم أحدهما دون التطرق بالفهم والاستيعاب لتجربة الآخر. إنهما الشاعران الفلسطينيان الكبيران «محمود درويش» و«سميح القاسم».
كنت قد حلمتُ به قبل يومين في حلمٍ غامض، دار بيننا سلامٌ وأسئلة، وقد أوصيته بنفسه. وجدتني لهذا السبب أيضاً، ولرهبة وبرجفة الغموض المُحرّك، معنيةً أكثر بالكتابة. أنس الشريف، لم يُغتل في زمن الإبادة وحسب، بل قُتل- ومن معه- عمداً في زمن انكشاف الإبادة، وهنا كلّ المعضلة.
فى شباط/فبراير الماضى، حضرتُ المؤتمر الصحفى الذى جمع دونالد ترامب ببنيامين نتنياهو فى القاعة الشرقية داخل البيت الأبيض، حيث قال الأخير إن من بين عشرات الزيارات لواشنطن، فإن هذه الزيارة هى الأهم والأكثر تاريخية، وبالفعل، كانت كذلك. وأعقب الزيارة قيام نتنياهو بزيارتين إضافيتين للبيت الأبيض، فى استثناء غير مسبوق (من توجه حاكم دولة فى حالة حرب - عدوان - إلى نفس العاصمة ثلاث مرات فى أقل من نصف عام)، وذلك لخطورة ما يُبحث بين نتنياهو وترامب، ويتعلق بمستقبل قطاع غزة.
لكل إبادة تمرحليّة خاصة بها، لا بد أن نتيقن لذلك كما يتيقن الغزيّون وهم يحدّقون في إنزالات المساعدات، أن الأمر بإعدامهم قد أُبرم إبراماً لا رجعة فيه، تحت لهيب شمس الأبيض المتوسّط المحتل.
في كل يوم، من غزة إلى السويداء، ومن اليمن إلى حرب الجنرالات في الخرطوم، تُقدّم الإحصاءات جثثًا جديدة ببرود الأرقام، بينما تتحول الفظائع اليومية إلى جزء من الإيقاع العادي للمنطقة. ما يحدث هنا اكبر من حروب متقطعة أو انتكاسات محلية، انه هندسة مُحكمة للفوضى، يقودها مايسترو غير مرئي، هو تحالف المصالح الدولية والإقليمية وتجار الدم، في ما يمكن تسميته بـإدارة التوحش: جعل الفظاعة نظامًا، والفوضى أداة للحكم.
يكثر الحديث فى مطلع هذا الشهر عن «أغسطس/آب اللهاب»، والمقصود ليس ما يتعلق بطبيعة المناخ وسخونته فى هذا الشهر من العام فى الشرق الأوسط، وهو أمر طبيعى وغير مفاجئ. ولكن المقصود فى التصريحات والتعليقات المتعددة بهذا الخصوص هو المناخ السياسى الأمنى العسكرى مع وجود عدد من النقاط النزاعية الساخنة والتى تزداد سخونة
لا يُقاس أثر العظماء بالتوصيف والترميز، ولا بتأطير نتاجهم الثقافي تحت عناوين الأيديولوجيات، بل من القراءة المستمرة لأثرهم في صيرورة الشعوب وحركات التحرر والتقدم، ومن باب تلمس دورهم في بناء مداميك الوعي حجراً بعد حجر، وهكذا تصبح أفكار العظماء بذاتها هي البوصلة وهي العنوان المفتوح على أفق الحرية.
لمرّة جديدة، يُعاود مشروع التهجير القسرى طرح نفسه مُلحًّا وضاغطًا. التهجير هو صُلب حربَى الإبادة والتجويع فى غزة، أو الهدف الأعلى فى نهاية المطاف. «ما يحدث فى غزة مفجع ومؤسف وعار وكارثى». كان ذلك توصيفًا مستجدًّا على لسان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، كأنه لم يكن يعرف حجمها الإنسانى المُروِّع، ولا شاهد صورها المأساوية، التى استدعت غضبًا غير مسبوق داخل الرأى العام الغربى.
إنها أشبه بلحظة السويس 1956، لكن معكوسة. فرنسا وبريطانيا تطالبان إسرائيل بوقف الحرب في غزة، تحت طائلة الذهاب إلى الاعتراف بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر المقبل، بينما يقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ملقياً بتبعة استمرار الحرب والجوع، على حركة "حماس".
"ندعو الحراك الداعم لفلسطين الى لقاء خاص، نناقش فيه أوجه المناصرة السلمية والبنّاءة والخلّاقة في النمسا" (أندرياس بابيلر، رئيس حزب "إس بي أو" (SPOe) الداعم لإسرائيل في النمسا).