
برغم الرقابة العسكرية وإعلان حالة الحرب، لم تستفق إسرائيل من حالة الصدمة التي تسببت بها العملية العسكرية والأمنية غير المسبوقة التي نفذتها حركة "حماس" في مستوطنات غلاف غزة صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
برغم الرقابة العسكرية وإعلان حالة الحرب، لم تستفق إسرائيل من حالة الصدمة التي تسببت بها العملية العسكرية والأمنية غير المسبوقة التي نفذتها حركة "حماس" في مستوطنات غلاف غزة صباح السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
حصل ذلك أيضاً في شهر تشرين الأول/أكتوبر، قبل خمسين عاماً بالتحديد، في عام 1973. كانت الجيوش المصرية والسورية قد عبرت خطوط وقف إطلاق النار لتُلحق خسائر فادحة بالجيش الإسرائيلي، فارتجّت تل أبيب لهول ما وقع. فرغم حصول أجهزة استخباراتها على معلومات تفيد بهجوم وشيك، التحفت القيادة السياسية بغطرستها: أنّى للعرب الذين هُزموا في عام 1967 أن يكونوا قادرين على القتال؟ فبالنسبة للإسرائيليين، كان من الممكن أن يستمر احتلال الأراضي العربية دون ردود فعل وإلى أجل غير مسمى.
في الحلقة السابقة، شرح الكاتب "الإسرائيلي" رونين بيرغمان في كتابه "انهض واقتل أولاً، التاريخ السري لعمليات الإغتيال الإسرائيلية" كيف ألغى رئيس الحكومة أرييل شارون في اللحظة الأخيرة (خريف 2003) أمراً بشن غارة على القيادتين السياسية والعسكرية لحماس خلال اجتماع دعا إليه رئيس الحركة الشيخ أحمد ياسين.. ماذا جرى بعد ذلك؟
خطوة جبّارة، لا بل استراتيجية، أن تنتقل المقاومة الفلسطينية من الدفاع إلى الهجوم وأن تُسيطر على مواقع عسكرية ومستوطنات تحوطها معسكرات من كل حدب وصوب. هذا تطورٌ غير مسبوق في تاريخ الصراع الفلسطيني مع إسرائيل.
كسرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الخطوط الحمر وغيّرت قواعد اللعبة باقتحامها مستوطنات "غلاف غزة"، لتضع إسرائيل في حالة إرباك لم تشهدها منذ 50 عاماً بالضبط، عندما فاجأ الجيشان المصري والسوري الدولة العبرية باقتحامهما خطوط الجبهة في سيناء ومرتفعات الجولان في وقت متزامن مستعيدين زمام المبادرة العسكرية بعد ظهر يوم سبت من 6 تشرين الأول/أكتوبر 1973.
ليس بالهيّن عليك، وأنت تغرق في كل الوحول السياسية حولك وأمامك وبين ظهرانيك، أن تشهد على انتصار القضية الفلسطينية.
تاريخ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 سيكون تاريخاً تحفظه الأجيال المقبلة، وحتماً سنكون ـ مع الوقت ـ أمام منسوب كبير من المعلومات والمعطيات، تمهيداً لكتابة رواية كاملة لهذا الحدث الفلسطيني غير المسبوق.
كمثل انبعاث الحق من الحق، ونور الشمس من الشمس، أيْقَظتنا أقدام المقاومين الراسخة وقاماتهم الممشوقة ورؤوسهم التي لا تنحني على وقع دخولهم كشهب النجوم وبيارق العز، في عملية "طوفان الأقصى".
يلومني كثيرون. هم على حق. أصبحت يا نصري مثل البُوم. لا إشارة في ما تكتب إلى مستقبل قليل.. إلى بصيص حياة.
هل أصبح التطبيع بين السعودية وإسرائيل طريقاً لا رجعة فيه؟ وما هي ملامح الصفقة التي يعمل عليها الجانبان برعاية الإدارة الأميركية؟ وما هي الدوافع لإبرام هذه الصفقة التي تُعدّ حلماً للكيان الإسرائيلي واختراقاً غير مسبوق ربما يوازي أو يفوق تأثيراً إتفاقية كامب ديفيد؟